عبدالعزيز حسين الصويغ
تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ التي كتب فيها: «إن المملكة ستحل محل الولايات المتحدة في إعادة إعمار سوريا»، وجدتُ فيه «جليطة» واستفزازاً غير مدروس من قِبَل الرئيس الأمريكي. فأبسط مبادئ اللياقة -دعك من الدبلوماسية- تفرض عدم خروج طرف بإعلان يخص طرفاً آخر.. وإذا كان لابد -بعد تفاهمات بين الطرفين- فإنهما يصدران بياناً مُشتركاً حول قضية ما، أو يُترَك للدولة المعنية الإعلان عنه بطريقتها الخاصة.
ما قد لا يعرفه الرئيس ترمب، هو أن مساهماتنا في دعم الدول الشقيقة، أو إنشاء مشاريع لصالح أشقائنا في الدول العربية أو الإسلامية، هي سياسة سعودية قديمة ومتأصلة، وتقوم على أسس راسخة في إطار التضامن العربي، وثَّقتها في كِتَاب قديم أصدرته عام 2001م، بعنوان: (المملكة العربية السعودية وتنمية العالم الإسلامي)، أوضحت فيه أهداف ودوافع المساعدات الخارجية السعودية، من أهمها:
1- المساعدات السعودية الخارجية غير مقيدة أو مشروطة.
2- إنها تُشكِّل نسبة عالية من الناتج القومي، حيث بلغ نسبة ما قدَّمته المملكة من مساعدات خلال الفترة من 1973-1981م نحو (7.7%).
3- إن قسماً كبيراً منها كانت مساعدات غير مستردَّة. كما تُقدِّم المملكة قروضاً دون فوائد، وتتصف مساعداتها بسرعة الصرف والسيولة العالية.
لذا فكلام الرئيس ترمب، ليس إلا محاولة للخروج من أزماته الداخلية، بإحداث فرقعة حوله للتخفيف من الضغوط والحرج الذى يُواجهه نتيجة إخفاق بعض سياساته الداخلية، ابتداءً من قانون الهجرة الذى اقترحه، إلى قرار إقامة جدار أمني بينه وبين المكسيك، ثم أخيراً قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، الذي عارضه فيه وزير دفاعه، وقدم استقالته المُسبَّبة.
#نافذة:
الرئيس ترمب يعشق الإثارة وخلق قضايا فرعية وفرقعات يُلهي بها أصدقاءه وخصومه دون تفرقة.. المهم هو شخصه أولاً وأخيراً!.