الخليج أونلاين-
يشبّه يمنيون الممارسات الإماراتية في محافظاتهم المحررة بأغنية الفنان أبوبكر سالم: "مهما يقولوا انتهينا عاد نحنا إلي بدينا"، فكل يوم يمر في حياة اليمنيين تُصر الإمارات فيه أن توغل خنجرها في ظهر السلطة اليمنية الشرعية التي يقف وراءها النسيج الأكبر من الشعب اليمني.
لم يصدق اليمنيون بعد أن الحكومة عادت إلى عدن لممارسة نشاطها، بعد أن كانت ممنوعة بفيتو إماراتي حتى فتحت ملفات أخرى، فقوات النخبة المدعومة إماراتياً في شبوة هاجمت يوم الجمعة الماضي قرية الهجر بمديرية مرخة، وقتلت مدنيين في هجوم شاركت فيه مروحيات إماراتية وفقاً لمصادر إعلامية، قبل أن يعود الهدوء للقرية بفعل تدخلات السلطة المحلية وضغوطات قبلية.
ضرب الإجماع الشبواني
يرى الناشط اليمني أمين بارفيد أن التصعيد الإماراتي في شبوة يعود إلى أن "الإمارات لم يرق لها الإجماع الشبواني والإسناد السياسي والمجتمعي لمحافظ شبوة الجديد بن عديو، الذي استوعب القوى والفعاليات السياسية وتحركاتها، ووجه كل الجهود والدعوات باتجاه خدمة شبوة ومصالحها".
وكشف في منشور له على "فيسبوك" أن التصعيد "جاء بعد أربعة أيام من لقاء قيادات من النخبة الشبوانية في عدن بقيادات الانتقالي أداة الإمارات في الجنوب" بهدف إفساد جو الإجماع الشبواني، وإفشال بن عديو.
وأكد بارفيد ثقته في أن "عقلاء شبوة وقيادة سلطتها المحلية ومشايخ قبائلها وقياداتها السياسية والعسكرية، سيتجاوزون هذه المحاولات ويجهضون بإجماعهم فكرة جر شبوة إلى فوضى عدن تحت سقف حزب شبوة".
حديث مناطقي مقيت
بالتزامن مع التصعيد في شبوة ظهر خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الأسبق ببيان نشره على "فيسبوك"، وصف فيه قوات الجيش الوطني اليمني في مناطق حضرموت الوادي بـ"المحتلة"، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة تجاه الرجل المدعوم إماراتياً.
المحلل السياسي اليمني مختار الرحبي قال: إن "بحاح تحدث بنَفس مناطقي مقيت وتحريض واضح ضد المنطقة الأولى ووصفهم بالمحتلين، مع أن هذا الشخص نفسه كان من قبل رئيساً للوزراء ونائباً لرئيس الجمهورية، ولا ندري إن كانت قوات احتلال وقتذاك أم أنها أصبحت احتلالاً بعد أن تم طرده من منصبه".
وفي حديثه لـ "الخليج أونلاين" قال: "ما يحدث من تحريك للأدوات الإماراتية في حضرموت وشبوة وعدن يأتي في إطار العبث الحاصل في هذه المناطق، منذ أن تسلمت المليشيات التابعة للإمارات هذه المناطق الاستراتيجية، ومنها الموانئ والمطارات".
وأوضح الرحبي أن "كل المناطق الاستراتيجية التي سيطرت عليها مليشيا تابعة للإمارات قامت بإقصاء التيارات والقوى السياسية الأخرى، التي لا تنطوي تحت عباءة الإمارات، ومن ثم قامت هذه الأدوات بمحاولة استثارة المشايخ أو القبائل والأطراف التي لا تعمل تحت إمرة الإمارات".
الإمارات تحرق الأرض
وشدد المحلل السياسي اليمني على ضرورة "إيقاف هذا العبث حيث إن ارتكاب مجزرة في شبوة كان بسبب أن هناك مليشيا خارج سلطة الدولة، وهذه المليشيات تعبث بالأمن والاستقرار، وهو سبب كافٍ لدمج هذه القوات في إطار الجيش والأمن وأن تنزل سلطة الدولة على الجميع".
ودعا الرحبي الحكومة اليمنية إلى دمج هذه المليشيا، أو إعلانها مليشيا مسلحة "منفلتة على الدولة"، وجب على الجميع أن يقف ضدها وضد ممارساتها.
من جهته قال القيادي في حزب المؤتمر أحمد الصوفي: إن "الإمارات تحرق الأرض تحت أقدام الشرعية والتحالف، وتحوّل الجنون الجنوبي إلى مستنقع هي من سيغرق فيه".
الإمارات تقاتل الشرعية
وأضاف في تغريدة له على "تويتر ": "نحتاج إلى شريك يحترم قواعد التعامل، لا يأتي بوجه و يتصرف كالقاتل للمشروع الوطني، الجمهورية اليمنية لا تقبل القسمة إلا على واحد، الجمهورية اليمنية".
كما أوضح الصوفي، وهو السكرتير الصحفي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في حوار مع وكالة سبوتنيك أن "الإمارات ترسل رسائل مقلقة وملتبسة في ما يتعلق بحربها ضد الحوثي؛ فهي تضرب الشرعية في الصميم في المناطق المحررة، حتى أوصلت عدن إلى أن تصبح عبارة عن مستنقع تصفية حسابات مبهمة".
وأضاف: "أرى أن الإمارات تقاتل الحوثيين وفي نفس الوقت تقاتل الشرعية"، "شخصياً، قلت هذا الكلام في الرياض: أنا لا أفهم السلوك السعودي أو السلوك الإماراتي في اليمن، ولا أفهم لماذا كل هذا الكم الهائل من الصواريخ، وكل هذا الكم الهائل من الأخطاء التي تحدث".