متابعات-
اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش" أن "القلق الإقليمي والدولي حول مصير الأكراد في شمالي سوريا أمر مشروع"، وذلك في أحدث تعليق لمسؤول إماراتي رسمي على استعداد تركيا لشن عملية عسكرية ضد تنظيمات كردية مسلحة بتلك المنطقة، تعتبرها أنقرة إرهابية وتهدد أمنها القومي.
وقال "قرقاش"، في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر"، إن القلق المشروع حيال مصير الأكراد يأتي في ضوء الدور المحوري الذي لعبوه في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف أن "المصلحة العربية تقتضي أن ينحصر التعامل مع دور وموقع المكون الكردي ضمن الإطار السياسي وبما يحفظ وحدة الأراضي السورية".
على ضوء الدور المحوري الذي لعبه الأكراد في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي فإن القلق الإقليمي والدولي حول مصيرهم مشروع، ومن هذا المنطلق فإن المصلحة العربية تقتضي ان ينحصر التعامل مع دور وموقع المكون الكردي ضمن الإطار السياسي وبما يحفظ وحدة الأراضي السورية.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) January 14, 2019
ويأتي تصريح الوزير الإماراتي بعد ساعات من تهديد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تركيا بتدمير اقتصادها، إذا شنت هجوما على الأكراد في سوريا، وهو التهديد الذي رفضته أنقرة، حيث قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة الامريكية بعدم خشيتها من أي تهديد، وأنه من غير الممكن لواشنطن بلوغ الغايات عبر التهديد بـ"تدمير" اقتصاد تركيا.
وأمام الإصرار التركي على استهداف تنظيم "ي ب ك/ ب ي د" عسكريا في منبج وشرق الفرات، اقترح "ترامب" إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري لمسافة 20 ميلا لضمان عدم الاشتباك بين الجيش التركي والمسلحين من التنظيم الكردي، وهو ما قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إنه ناقش تفاصيله في مكالمة هاتفية مع "ترامب"، الإثنين.
وخلال الأيام الماضية، جددت تركيا تأكيداتها أنها لا تستهدف الأكراد كقومية أو عرقية، لكنها تستهدف فقط تنظيمات مسلحة تهدد أمنها القومي وثبت تورطها في تنفيذ عمليات مسلحة داخل تركيا، معتبرة أن مساواة الولايات المتحدة بين تلك التنظيمات وعموم الأكراد مغالطة كبرى.
وبعد القرار المفاجئ لـ"ترامب" بسحب القوات الأمريكية من سوريا، سيطر قلق وذعر على أطراف إقليمية، أبرزها دول الخليج ومصر، لإمكانية تسبب هذا القرار في تزايد غير مسبوق لقوة تركيا الإقليمية، خاصة أن القرار الأمريكي اتضح أنه جاء بضغوط تركية خلال مكالمة سابقة بين "ترامب" و"أردوغان".
وأمام تلك التطورات، تحدثت تقارير عن وضع خطة خليجية مصرية لإعادة سريعة للعلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، والعمل على دعم الأكراد سياسيا وأمنيا وعسكريا خلال الفترة المقبلة، لمواجهة أنقرة، وهو ما قد يهدد بتفجير العلاقات بين تركيا وتلك الدول، خاصة السعودية والإمارات.
والعلاقات الحالية بين تركيا وكل من السعودية والإمارات ومصر متوترة بشكل كبير، لعدة أسباب، أبرزها الدعم التركي الحاسم لقطر في أزمة الحصار الرباعي المفروض عليها منذ يونيو/حزيران 2017، وتباعد وجهات النظر بين المسؤولين الأتراك ونظرائهم بتلك الدول حول عدة قضايا إقليمية، إضافة إلى دور إماراتي في محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، منتصف 2016، وهو ما تحدثت عن تفاصيله وسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة.
وجاءت قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة في إسطنبول لتضيف بعدا جديدا للتوتر بين أنقرة والرياض، على خلفية إصرار الأتراك على إماطة اللثام عن كافة تفاصيل تلك الجريمة، بما فيها من أمر بارتكابها ومحاسبته، وهو ما هدد بشكل مباشر ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، والذي خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أنه هو من أعطى أمر قتل "خاشقجي".