سياسة وأمن » حروب

وزير خارجية قطر: سياسة الاستقطاب ستؤدي لمزيد من عدم الاستقرار

في 2019/02/27

الغارديان- ترجمة منال حميد -

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن سياسة الاستقطاب والقمع في الشرق الأوسط ستقود إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

وحث الوزير القطري، في مقابلة له مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الاثنين، الدول الكبرى على انتهاج سياسة أكثر شمولية فيما يتعلق بإيران وفلسطين من أجل تهدئة التوترات، داعياً الولايات المتحدة لتكون أكثر شمولية في مقاربتها للمنطقة.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن "المبادرات أحادية الجانب التي تستثني الإيرانيين أو الفلسطينيين لن تنجح"، مضيفاً: "أي شخص ينظر إلى الواضع الحالي وسياسة الاستقطاب في المنطقة، سيرى أنه من المؤكد أن الأمور لن تبقى هكذا، لا يمكنك إبقاء الناس تحت وطأة الظلم مدة طويلة، ومن أجل منع حدوث حالة عدم الاستقرار هذه نريد فقط أن يبدأ القادة بالإصلاح، ويجب أن نمارس الدبلوماسية الوقائية بدلاً من الدبلوماسية التفاعلية".

السعودية وقضية خاشقجي

ودعا الوزير القطري السعودية إلى التعاون مع لجنة التحقيق التي أنشأتها الأمم المتحدة للنظر في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقال في هذا الصدد: "ما حدث لخاشقجي جريمة وحشية، إن عائلة خاشقجي تحتاج إلى إجابات، وتحتاج إلى أن تكون قادرة على تحديد ما حدث لأبيهم، يجب أن تكون هناك مساءلة عما حدث، التعامل مع المعارضة السياسية من خلال الجرائم خطأ".

كما أعرب الوزير القطري عن أمله في أن تتعاون السعودية مع التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة  فهو- حسب قوله- "عملية دولية بموجب القانون الدولي وعلى الجميع التعاون فيه".

موقف قطر من الاتفاق النووي

وعلى عكس دول الخليج- تقول الغارديان- فإن قطر واصلت دعمها للاتفاق النووي مع إيران، حيث أبعدت نفسها عن المحور المناهض له.

وعن ذلك يقول الوزير القطري: "موقفنا من الصفقة النووية مع إيران مثل موقف الأوروبيين، نحن نؤيد هذه الصفقة، نحن لا نريد سباق تسلح نووي في منطقتنا، فهذا هو الخطر".

ونفى محمد بن عبد الرحمن أن تكون بلاده قد شكلت مع إيران وتركيا محوراً في المنطقة، قائلاً: "جغرافيتنا صعبة، إذا وقفت مع أي شخص فلن تكون أهلاً للمحادثات بين الخصوم".

وتابع: "إذا نظرت إلى جوهر القضية فإن مجلس التعاون الخليجي يحتاج إلى التوصل إلى تفاهم مع إيران، ليس فقط بين السعودية وإيران، كلنا نعيش في نفس المنطقة ونحن بحاجة إلى التوصل إلى تفاهم، كان هذا هو موقف دول مجلس التعاون حتى العام 2017، غير أن حصار قطر غير كل شيء".

وتنقل الغارديان عن الوزير القطري قوله إنه تحدث إلى جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، وأبلغه أن خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تأخرت كثيراً ستكون جاهزة في غضون أسابيع قليلة.

وبين أن موقف قطر واضح من هذه القضية؛ فهي تريد حلاً يتمثل برؤية دولتين على حدود 1967 وحق العودة للفلسطينيين، وأن تكون القدس عاصمة لفلسطين.

وبخصوص المسار الديمقراطي في بلاده، قال الوزير القطري إنه "يتطور"، مضيفاً: "لا يمكننا تكرار نموذج الديمقراطية الغربية بنسبة 100%، لدينا عادات ونماذج مختلفة، لكننا مع ذلك نتخذ خطوات مهمة".