متابعات-
أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مواصلة دعم بلاده للسعودية في اليمن لمواجهة "تدخل إيران" وحماية المصالح الأمريكية، مؤكداً أن صورايخ مليشيات الحوثي "تهدد أمن مواطني أمريكا"، وذلك بعد ساعات من إهانة الرئيس الأمريكي للرياض.
وجاء تأكيد بومبيو لمواصلة دعم الرياض (الحليف الوثيق لواشنطن) في رده على سؤال لموقع "ذا هيل" حول قرار اعتمده الكونغرس الأمريكي سابقاً، واعترض عليه الرئيس دونالد ترامب، وهو يتعلق بوقف الدعم العسكري للسعودية باليمن.
وتجمع السعودية وأمريكا علاقات ومصالح متبادلة، ودافع ترامب، السبت الماضي، عن دعمه للمملكة وسط انتقادات يواجهها إثر صمته على انتهاكات التحالف في اليمن، وقضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
وفي تصريحه أمس الاثنين، اعتبر بومبيو أن الصواريخ التي تطلقها قوات الحوثي نحو السعودية تشكل تهديداً للولايات المتحدة؛ لأنها تهدد الطائرات التي تقلع من مطار الملك خالد في الرياض حاملة مسافرين أمريكيين.
واتهم الوزير الأمريكي إيران بأنها أوعزت للحوثيين بعدم مغادرة ميناء الحديدة، وقال إن قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ومرشد الجمهورية علي خامنئي، "كانا سعيدين جداً عندما صدر مشروع قرار الكونغرس بإنهاء الدور الأمريكي في اليمن"، معتبراً أن انسحاب بلاده سيجعل الإيرانيين "يعتقدون أنهم انتصروا".
وأضاف أن رفض احترام الحوثيين للاتفاقات الدولية حول اليمن يعود إلى توجيهات إيرانية، مشيراً إلى أن أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة التي يستعملها الحوثيون "أنظمة سلاح تم تهريبها من إيران إلى اليمن".
وفي 16 أبريل الجاري، استخدم ترامب الفيتو ضد قرار تبناه الكونغرس، يسعى لإنهاء مشاركة واشنطن في حرب التحالف العربي بقيادة السعودية باليمن، وقال: إن "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين، في الوقت الحالي وفي المستقبل".
وكان ترامب أهان السعودية بالقول: إنها "لا يوجد عندها شيء سوى المال"، وإن عليها أن تدفع من أجل الحماية، وقال ترامب في كلمة ألقاها أمام تجمُّع لمؤيديه بولاية ويسكونسن الأمريكية: "اتصلت بالملك (سلمان بن عبد العزيز)؛ فأنا معجب بالملك، وقلت أيها الملك نحن نخسر كثيراً في الدفاع عنكم، أيها الملك لديكم أموال كثيرة".
وكان ترامب أعلن بعد زيارته المملكة، في العام 2017، عقد اتفاقيات وصفقات تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار؛ بين الولايات المتحدة والسعودية، وذلك خلال الخطاب الذي ألقاه في القمة العربية الإسلامية-الأمريكية التي استضافتها الرياض، بحضور العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وما لا يقل عن 55 من قادة الدول الإسلامية.
ويتهم مشرّوعون أمريكيون الرياض بارتكاب انتهاكات وجرائم في حربها باليمن، منذ مارس 2015، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى اتهامات بالوقوف وراء مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر 2018، والتستر على من ارتكبوا الجريمة.
وللعام الخامس توالياً، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي جماعة الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.