وليد الرجيب- الرأي الكويتية-
ما هو شعورنا نحن الشعوب، التي تجد نفسها في قلب المعركة، أو الصراع بين دولتين تملكان أسلحة دمار شامل، بين قوتين تتصارعان من أجل مصالحهما لا مصالحنا، وساحة المعركة هي أرضنا نحن، علماً بأن أسلحة الدولتين قد تصل إلى مسافات أبعد بكثير.
ما هو شعورنا ونحن نعرف، بأن المخزون الغذائي لدينا لا يكفي أكثر من ستة أشهر، واحتياطي منتجات الوقود يكفي لثلاثين يوماً فقط («الراي» الجمعة 10 مايو الجاري)، وبالأخص بالنسبة لنا نحن الذين عانينا من لظى كارثة الغزو والاحتلال.
قد لا تكون هذه التهديدات سوى ابتزاز لدولنا، لشراء مزيد من الأسلحة الأميركية بمليارات الدولارات وتكديسها حتى تصدأ، ولكن ماذا لو كانت هذه التهديدات جدية، في وجود رئيس أميركي مغامر غير محنك سياسياً، ونظام إيراني قد تكون له ردة فعل انفعالية.
وإذا ما التفتنا إلى وضع حكومتنا، نجد أنها لم تستفد من درس الاحتلال القاسي، الذي دفع شعبنا جراءه أثمانا باهظة، كما أن وضع مجلسنا النيابي، ليس بأفضل من حال حكومتنا، فهو مشغول بالمطالب الشعبوية، والصراعات القبلية والطائفية والفئوية، ومشغول باستنزاف ثروات البلاد، وخدمة مصالح أعضاء المجلس وجماعاتهم، وحساباتهم الانتخابية وصفقاتهم السياسية.
إذا اندلعت الحرب فستكون أرضنا ساحتها ونحن وقودها، وحتى الآن لا أحد يهتم في السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل ربما يصدق حدس الفاسدين والسارقين، بأن الكويت دولة موقتة، فمن «صادها عشى عياله».
لسنا معنيين بهذا الصراع، لكننا نعلم أن صاحب المصلحة الأول في هذه الحرب، هي الشركات الأميركية التي كانت سبباً في اشعال الحروب بالمنطقة، وإسرائيل التي تهدف للتفوق على دول الشرق الأوسط، وتمرير صفقة القرن، وتصفية القضية الفلسطينية.
نبرات التهديد عالية وخليجنا مدجج بالسلاح، وليس لدينا أمن غذائي أو وقود يدير حياتنا اليومية، أما التصريحات بالاستعداد فهي كثيرة، بالضبط كالاستعداد الذي كان للمطر واستعداد المدارس للموسم الحار.
نحن لم نفق بعد من الصفعة الأولى، حتى نتلقى صفعة أقوى منها، وكل ما نستطيع فعله هو إدارة الخد الأيسر، والصفعات تأتي من الداخل قبل الخارج، وانتهاك الأمن الوطني وإضعاف الدولة المدنية، ليس من فعل أميركا أو إيران.