واشنطن بوست- ترجمة منال حميد -
دعا الكاتب الصحفي اليمني خطاب روحاني المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على السعودية والإمارات من أجل وقف تسليح "المليشيات" غير الخاضعة للدولة الشرعية في مناطق جنوب اليمن.
وبيّن الكاتب روحاني، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الخميس، أن عملية السلام في اليمن "تقترب من الموت، ويجب إعادة الروح إليها من خلال اتخاذ مسار مختلف وخارطة طريق جديدة، تبدأ أولاً من الداخل اليمني".
وقال: "يحتاج المجتمع الدولي إلى استخدام موارده للمساعدة في إعادة بناء حكومة اليمن الشرعية، وتتمثل أهم الخطوات هنا في مساعدة الحكومة، على أن يكون لها وجود أقوى بالمناطق المحررة من البلاد وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مثل قوات الأمن الموحدة، والقضاء، والمؤسسة المركزية للرقابة والتدقيق، والمؤسسات المالية".
وتابع الكاتب: "وهذا لن يحدث من دون ممارسة ضغوط حقيقية على التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على وجه الخصوص، في جميع أنحاء جنوب اليمن، لوقف تمويلها وتسليحها للمليشيات غير التابعة للدولة، حيث إن الكثير من تلك المليشيات على خلاف مباشر مع السلطة الشرعية حتى وإن بدت تدعمها ظاهرياً".
ويشير الكاتب اليمني إلى أن الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لاستعادة سيادتها وسيطرتها على مؤسسات الدولة قد شلت منذ زمن طويل بسبب تصرفات السعودية والإمارات".
فبعد أكثر من أربع سنوات من تدخل التحالف في اليمن، "لا تزال استراتيجية السعودية خالية من رؤية واضحة"، ويؤكد الكاتب أن الإمارات ومن خلال الاختباء وراء التحالف، "تواصل اتباع نهج لا يؤدي إلا إلى إضعاف الحكومة اليمنية الشرعية بل ويقسمها، علماً أن أبوظبي رغم دورها السيئ في اليمن تتلقى القليل من الانتقادات مقارنة بالرياض".
ويرى الكاتب روحاني أن الوقت حان أيضاً للبدء بعملية سياسية بين الأحزاب التي تتحد في معارضة مليشيات الحوثيين ولكنهم منقسمون بسبب رغبتهم في السلطة، وهي نقطة ضعف تم استغلالها بشكل أكبر خلال الأزمة المستمرة.
ويتابع أنه "يمكن حل النزاع بين الأحزاب السياسية اليمنية إذا تضمنت العملية إعادة تجميع البرلمان اليمني في الأراضي اليمنية المحررة وإعادة تقييم للرئاسة، بحيث تكون عملية صنع القرار أكثر شمولاً وليست بيد الرئيس عبد ربه منصور هادي".
ويشعر اليمنيون بخيبة أمل بسبب "افتقارهم للقيادة"، كما يقول الكاتب، "فقد أظهر عبد ربه منصور هادي خلال السنوات الخمس الماضية بأنه (رئيس فندق)؛ فهو يعيش في السعودية، ومن ثم فلا يمكن أن يمضي اليمن قدماً من دون إعادة تشكيل موقف الرئيس وتحديد مسؤولياته، لأن الحكومة القوية المدعومة من المجتمع الدولي هي التي يمكن أن تقود عملية السلام في اليمن".
ويحذر الكاتب في ختام مقاله من أنه في حال فشل المجتمع الدولي في تقوية مؤسسات الدولة ومساعدة الحكومة اليمنية على استعادة سيادتها، فستظل الأسباب الكامنة وراء النزاع، ومن المرجح أن تستمر أسوأ أزمة إنسانية في العالم دون توقف.
وجدير بالذكر أن السعودية والإمارات تعملان على تقوية الفصائل الإسلامية المسلحة "المتشددة" في مواجهة جماعة مليشيات الحوثي، بحسب تصريحات سابقة للدبلوماسي اليمني السابق عباس المساوي.
وأوضح المساوي أن الإمارات تعمل في اليمن وفق أجندتها الخاصة لتمكين الجنوبيين من الانفصال عن الشمال، مشيراً إلى أن الرياض وأبوظبي عملتا على تجزئة الجغرافيا، فالجنوب للإمارات والشمال للسعودية.
كما تدعم السعودية تنظيمات سلفية متشددة وجمعت جزءاً كبيراً منها على الحدود بينها وبين اليمن للدفاع عنها، وكذلك تدعم التنظيمات المتطرفة في مأرب.
فيما تدعم الإمارات جماعة "أبو العباس" المتحالفة مع تنظيم القاعدة في تعز، والتي تعمل خارج إطار الدولة وترفض الانصياع للمقاومة الشعبية التي تساند الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، كما أنشأت أبوظبي الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية.
وكان تقرير سابق للأمم المتحدة قد أكد دعم السعودية والإمارات للجماعات المتشددة في اليمن.