صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية- ترجمة منال حميد-
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الإمارات سحبت جزءاً كبيراً من قواتها المقاتلة في اليمن خشية من ردة فعل انتقامية قد تطالها في حال اندلعت الحرب الأمريكية على إيران.
وأوضحت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت أبوظبي بسحب الدبابات والطائرات العمودية الهجومية، بحسب مسؤولين غربيين، مؤكدين أن الإمارات سحبت أيضاً مئات الجنود من ساحل البحر الأحمر، ومن ضمنهم مقاتلون قرب مدينة الحديدة الساحلية التي تعد البوابة الرئيسية للمساعدات الإنسانية في البلاد.
وتعتبر الإمارات أهم شريك وحليف عسكري للسعودية في حربها التي تخوضها على مليشيا الحوثيين المدعومين من إيران، منذ مارس 2015، حيث خلفت تلك الحرب الآلاف من القتلى، بالإضافة إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقرير للأمم المتحدة، ما ولد استياءً دولياً واسع النطاق.
كما أن الانسحاب الإماراتي يأتي في ظل تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، ففي الوقت الذي أعلنت فيه كل من واشنطن وطهران أنهما لا يريدان الحرب، فإن سلسلة الهجمات الأخيرة على السفن التجارية قبالة السواحل الإماراتية أبقت المنطقة على حافة المواجهة، حيث ألقى مسؤولون أمريكيون باللوم على إيران في الوقوف وراء هجمات السفن.
وتقول الصحيفة إن الإمارات بدأت تشعر بالصدمة بسبب المعارضة المتزايدة في واشنطن للحملة العسكرية في اليمن، كما أنها تخشى أن تكون واحدة من أولى أهداف طهران الانتقامية إذا أمر الرئيس دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على إيران، حسبما قال المسؤولون وآخرون مطلعون على خطط الإمارات.
تحويل التركيز
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الامارات تهدف بدلاً من ذلك إلى تركيز جهودها في اليمن على محاربة تنظيم القاعدة و"داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وقال مسؤولون في الإمارات إنهم لا يستطيعون التعليق على تخفيض القوات العسكرية الذي تحدث عنه المسؤولون الغربيون. وقد أطلع المسؤولون الإماراتيون الحلفاء الغربيين والخليجيين، وفقاً لهؤلاء المسؤولين، لكنهم لم يناقشوا بعد الانسحاب علناً، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" في وقت سابق.
ورفض مسؤولون سعوديون التعليق على هذه الأنباء، في وقت قالت مصادر مطلعة إن هذه الخطوة أثارت بعض المخاوف لدى الشركاء السعوديين والأمريكيين ممن يخشون أن يظهر الانسحاب الإماراتي من حرب اليمن على أنه انتصار للحوثيين وأنصارهم الإيرانيين.
وإلى الآن لا يبدو واضحاً كيف ستستجيب السعودية أو التحالف العسكري الذي تقوده للتحركات الإماراتية، فقد كانت الإمارات العربية المتحدة أهم حليف للرياض في التحالف، حيث انضمت إلى الحملة الجوية في اليمن، وجمعت المعلومات الاستخباراتية، ونفذت بعض العمليات العسكرية، وقدمت الدعم الحيوي للقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.
وتنقل "وول ستريت جورنال" عن بيتر ساليسبري، وهو متخصص بالشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية، أن التحركات العسكرية هي إشارة واضحة من الإماراتيين إلى أنهم يريدون التركيز على الدبلوماسية، واستخراج أنفسهم من حرب لا تحظى بالدعم الدولي.
وتؤكد الصحيفة أن الإمارات كانت قد سعت إلى تقليص دورها في حرب اليمن منذ عام تقريباً، وذلك بعد أن باتت هذه الحرب تؤثر على مكانتها داخل واشنطن.
ففي الوقت الذي ترى فيه إدارة ترامب أن السعودية والإمارات حليفتان رئيسيتان في الحرب على إيران، فإن المزيد من المشرعين في الكونغرس ينظرون إلى دول الخليج على أنها مهندسة لخطة حرب معيبة في اليمن.
وقتل أكثر من 90 ألف شخص في الحرب اليمنية، وفقاً لموقع بيانات النزاع وموقع النزاع المسلح، حيث أسفرت الضربات الجوية السعودية وحدها عن مقتل نحو 8 آلاف مدني، وهو رقم قياسي أثار مخاوف كبيرة في واشنطن، فضلاً عن تفشي الكوليرا والمجاعة في اليمن.
وفي أبريل الماضي، تقول الصحيفة، توحد الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس لإصدار قرار يدعو الولايات المتحدة إلى تقليص دعمها العسكري المحدود للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، ومن ذلك جمع المعلومات الاستخبارية والمشورة حول كيفية تنفيذ الضربات الجوية.
واعترض ترامب على هذا الإجراء، وهو ما أفشل جهود الكونغرس في هذا الاطار، ويحاول المشرعون الآن إحباط جهود إدارة ترامب لتتبع مليارات الدولارات في مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.