سياسة وأمن » حروب

أبراج الإمارات المتلألئة قد تتناثر في أي حرب مع إيران

في 2019/07/18

ديفيد أغناتيوس- صحيفة واشنطن بوست- ترجمة منال حميد -

قال الكاتب ديفيد أغناتيوس إن أبراج الإمارات الشاهقة يمكن أن تتناثر في أي حرب على إيران، وستكون دبي وأبوظبي أهدافاً مبكرة للصراع الإيراني الأمريكي، وهذا أدركه قادة الإمارات مؤخراً وقرروا التخلي عن السعودية والانسحاب من المستنقع اليمني.

وأضاف أغناتيوس في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست": "السبت الماضي، استولت إيران على ناقلة نفط صغيرة تابعة للإمارات في مضيق هرمز، غير أن ذلك لم يشهد سوى ردود فعل بسيطة، وفي حين التزمت الإمارات الصمت، لم يصدر سوى رد فعل بسيط من أمريكا، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية جديدة في التعامل مع إيران تقوم على السماح لطهران بمواصلة إلقاء القنابل، ولكن ستكون القوات الأمريكية مستعدة لتوجيه ضربة قاضية إذا استدعى الأمر".

وتعزز الولايات المتحدة ترسانتها الواسعة بالفعل في الخليج، لكنها لم تستخدمها بشكل واضح حتى الآن.

وذلك ما كان واضحاً في رد الفعل الأمريكي الباهتة على خبر استيلاء إيران على ناقلة النفط الإماراتية، حيث تركز الولايات المتحدة على استعمال سلاح الصبر في التعامل مع إيران وعدم الاستجابة للاستفزازت، بل تنتظر ماذا يمكن أن يفعل الإيرانيون.

ويعتقد الكاتب أن هذه الاستراتيجية واحدة من أبرز أسلحة المواجهة مع إيران، حيث يعتقد المخططون الأمريكيون أن الوقت في مصلحتهم؛ فمع كل شهر إضافي تصبح إيران أضعف بفعل العقوبات الاقتصادية، وتسعى إيران للخروج من عنق الزجاجة، لكنها تفتقر إلى القنوات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة؛ ومن ثم فإنها تختار إرسال رسائلها عبر القوة الحركية من خلال تلك العمليات التي تكون محسوبة بدقة.

الحذر في إيران يقابله حذر في دول الخليج العربية، فالإمارات، كما يقول الكاتب، "تدرك جيداً أن أبراجها المتلالئة ستكون أهدافاً مبكرة لصواريخ إيران التي يمكن أن تحيل بريق أبوظبي ودبي إلى خرائب"، وهو ما يفسر رد فعل الإمارات الحذر على عملية استيلاء إيران على الناقلة النفطية، حيث يسعى قادة الإمارات إلى تخفيض أي تصعيد مع إيران، وهو ما تكلل مؤخراً بانسحاب معظم قواتها من اليمن بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من أربعة أعوام ضد الحوثيين المدعومين إيرانياً، والتي لم تخلف سوى كارثة إنسانية هي الأسوأ.

انسحاب الإمارات من اليمن يشير أيضاً إلى حدوث تصدعات في التحالف السعودي الإماراتي، تعني أن مهندس هذه الحرب، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقي وحيداً في مستنقع اليمن، يقول الكاتب.

وبينما تقوم الولايات المتحدة بمعايرة تحركاتها في المواجهة مع إيران، يشير الكاتب، فإن كبرى نقاط ضعفها المحتملة هي العراق، حيث يمكن أن تهدد المليشيات الشيعية التي ترعاها إيران أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي، وتتعهد الحكومة العراقية بضبط عملاء طهران، لكن إذا تصاعدت هذه الأزمة فسيكون هذا وعداً مستحيلاً لبغداد.

ويؤكد الكاتب أن التحدي الفوري في الخليج هو الأمن البحري، وكبح الهجمات الإيرانية على سفن الشحن، وفي الخطة الأمريكية ستكون عُمان شريكة مهمة في تحالف واسع ومتعدد الجنسيات لحماية طرق الشحن من العمليات الإيرانية، وتتمثل الاستراتيجية الأمريكية في العمل مع هؤلاء الشركاء لتهدئة التوترات.