صحيفة ‘‘لوبينيون’’ الفرنسية-
قالت صحيفة ‘‘لوبينيون’’ الفرنسية إن دولة الإمارات العربية المتحدة وبعد أن استأنفت المحادثات مع إيران، طعنت حليفتها المملكة العربية السعودية في الظهر، خلال شهر واحد، وهذه المرة في اليمن.
واعتبرت الصحيفة أن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبوظبي على مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة المعترف بها دولياً، يكشف عن خلافات عميقة داخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في هذا البلد. فرغم أن هذين البلدين الحليفين (السعودية ـ الإمارات) يقاتلان المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن أهدافهما متباينة.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تمثل اليمن استمرارية جيوسياسية وامتداداً لسيادتها وأمنها القومي، تدافع فيها عن أراضيها من الصواريخ وهجمات الطائرات دون طيار التي ينفذها الحوثيون.
هذه السياسة، تندرج ضمن نمط مماثل لما تمثله أوكرانيا بالنسبة لروسيا، كما تنقل ‘‘لوبينيون’’ عن حسن ماجد، مؤسس D & S Consulting، المتخصص في الشرق الأوسط، ويبرر ذلك بالموقع الجغرافي لجارتها اليمنية، التي تعد نقطة عبور لحوالي 8 في المئة من حركة النفط البحرية في العالم و15 في المئة من كمية صادرات النفط السعودية يوميًا. وقد أثار النفوذ الحوثي المتزايد مخاوف القادة السعوديين من رؤية نظام في صنعاء متحالف مع طهران.
في المقابل تضيف ‘‘لوبينيون’’ يسعى الإماراتيون، من جانبهم، إلى توسيع نفوذهم الإقليمي منذ أحداث الربيع العربي، وذلك عبر مقاربة ذات اتجاهين تجمع بين التدخل العسكري من اليمن إلى ليبيا، ثم التوسع الاقتصادي، وخاصة عبر شركة موانئ دبي العالمية، نقلاً عن حسن ماجد.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن أبوظبي، من خلال سماحها لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على مدينة عدن الساحلية، فإنها تسعى بذلك إلى فرض ميزان قوى جديد على الأرض.
وأشارت ‘‘لوبينيون’’ إلى أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد زار يوم الاثنين الماضي مكة المكرمة، حيث اجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن ولي العهد الإماراتي قوله: ‘‘الإمارات والسعودية دعتا الأطراف اليمنية المتصارعة إلى إعطاء أولوية للحوار’’. ومع ذلك، لم يطلب محمد بن زايد من الانفصاليين الجنوبيين في اليمن الانسحاب من مدينة عدن.
وخلصت الصحيفة نقلاً عن حسن ماجد قوله إن‘‘الانفصاليين ليسوا جميعًا موالين للإماراتيين’’، وبالتالي لم تستبعد ‘‘لوبينيون’’ أن يؤدي الوضع الحالي إلى تفاقم الانقسامات بين الجنوبيين في اليمن، وخاصة بين المجلس الانتقالي الجنوبي و الحراك الجنوبي المؤيد للاستقلال، الذي يضم العديد من الجهات الفاعلة السياسية والعسكرية، مما قد يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في البلاد.