وكالات-
كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، اليوم الخميس، عن معلومات من داخل قصر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأكدت أنه أبدى "انزعاجه الشديد" من الإمارات، أبرز حلفاء بلاده.
ويأتي كشف انزعاج الملك سلمان من أبوظبي وسط تحركات مشبوهة لها في اليمن، أدت إلى سيطرة الانفصاليين على العاصمة المؤقتة عدن، واشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة الشرعية المدعومة من الرياض.
وقالت المصادر: إن "الملك سلمان خطا هذا الشهر في قصره بمكة خطوة غير مألوفة؛ فأبدى انزعاجه الشديد من الإمارات، أقرب الشركاء العرب للمملكة".
مصدران يمنيان ومصدر آخر أُطلع على ما دار في الاجتماع، أكدوا للوكالة أن الإعراب عن انزعاج الملك جاء في محادثة دارت وقائعها يوم 11 أغسطس مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وفي ذلك الوقت كانت قوات هادي في عدن قد منيت لتوها بهزيمة على أيدي قوات تدعمها الإمارات عندما انقلب الطرفان المتحالفان اسمياً في جنوب البلاد بعضهما على بعض في صراع على السلطة.
شرخ في العلاقة
ورأت الوكالة، في تقرير لها، أن هذا التعليق "دليل على وجود شرخ في التحالف" الذي يقوده عملياً نجل الملك ولي العهد محمد بن سلمان، والحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وتقول الوكالة: إن "لخلخلة العلاقات بين الإمارات والسعودية تداعيات تتجاوز بكثير علاقاتهما الثنائية؛ فالخلاف قد يضعف حملة الضغوط القصوى التي يقودها ترامب على طهران، ويلحق الضرر بمساعي إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل وقد يكون له أصداء على مسارح صراع أخرى. فإلى هذا الحد الكبير بلغ نفوذ الدولتين الشريكتين في منطقة من العالم لها أهميتها لإمدادات النفط العالمية".
ورأت أن السبب الأشمل للأزمة بين البلدين هو القرار الذي يبدو أن الإمارات اتخذته "بالتحول لخدمة مصالح وطنية أضيق، وإظهار نفسها في صورة الشريك الأكثر نضجاً والذي بمقدوره تحقيق استقرار المنطقة حتى إذا كان المغزى من وراء ذلك تقليص الخسائر والمضي قدماً من دون الرياض".
ونقلت عن مصدر مطلع على ما يدور في الحكومة الإماراتية أن "الإمارات تريد أن تظهر بمظهر الدولة الصغيرة التي تيسر تحقيق السلام والاستقرار، لا التابع لطرف سعودي يبدو منتصراً وينزع للتوسع".
وأضاف المصدر: "الأمر بشكل من الأشكال تقديم مصالحهم، لأنهم يعتقدون أنه إذا كانت السعودية تنزع للتوسع فستبتلعهم".
وفي يونيو الماضي، بدأت أولى خطوات الابتعاد الإماراتي عن سياسة الرياض، حيث أعلنت أبوظبي تقليص وجودها العسكري في اليمن.
ورأى دبلوماسي غربي تحدث لـ"رويترز" أن هذا القرار "لم يُستقبل بطريقة إيجابية؛ فقد شعر السعوديون بأنهم جرى التخلي عنهم"، فيما قال آخر إن "مصالحهما الاستراتيجية متشابهة لكنها ليست متطابقة تماماً".
وتزامن الانسحاب الإماراتي والانقلاب في السياسة مع توترات في مياه الخليج العربي، حين استهدفت ناقلات نفط في ميناء الفجيرة وأخرى في بحر عمان، كما هددت إيران أي متعاون مع أمريكا بالرد، وهو ما حرك أبوظبي نحو إرسال وفد إلى طهران لتحريك المياه الراكدة.