سياسة وأمن » حروب

اليمن وليبيا.. غضب شعبي بمواجهة الإمارات و"سراق الأوطان"

في 2019/09/20

الخليج أونلاين-

لا يزال الغضب الشعبي في اليمن وليبيا يتصاعد يوماً تلو الآخر ضد دولة الإمارات وما ترتكبه من جرائم ودعم مليشيات مسلحة تنشر الفوضى والتخريب، خدمة لسياستها التي تهدف إلى السيطرة على البلدين.

ويعاني اليمن حرباً مستمرة منذ 2015 بين الحكومة اليمنية مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، والحوثيين من جهة أخرى، بينما تعاني ليبيا، منذ 2011، من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حالياً بين مليشيات اللوء خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

وقدمت الإمارات مساعدات مالية وعسكرية ولوجستية للأطراف المحسوبة عليها في ليبيا واليمن، منذ سنوات، في مشهد لم يعد خافياً على أحد، وهو ما يواجه غضباً شعبياً رافضاً لأبوظبي، ويجعل مشروعها في مواجهة مباشرة مع الشعبين، والذي بدأ يتصاعد مؤخراً بشتى الطرق.

طرد الإمارات

في الآونة الأخيرة بدا واضحاً تصاعد الغضب الشعبي يوماً تلو الآخر في كل من ليبيا واليمن، وسط تراجع لشعبية أبوظبي في البلدين نظراً لسياستها التي يراها الشعبان "استعمارية".

وعلى ضوء ذلك دشن ناشطون في اليمن وليبيا حملات إلكترونية مؤخراً ضد الإمارات، وحصل وسم "#طرد_الامارات_مطلب_يمني_ليبي"، على انتشار واسع وكبير خلال الساعات الماضية من يومي 19 و20 سبتمبر.

ويهدف الوسم إلى كشف جرائم الإمارات وأطماعها في اليمن وليبيا، وتحركاتها المشبوهة منذ الوهلة الأولى لتدخلها في بلادهم، كما يطالب الناشطون المجتمع الدولي بوضع حد لتلك التدخلات.

وشارك في الحملة شخصيات سياسية وإعلاميون وناشطون، مطالبين بطرد أبوظبي من خلال استخدام الأدوات السياسية والمسلحة، ودعم الشعوب العربية في حملتهم ضد الإمارات.

مواجهة الإمارات

وكتب وزير الثقافة الليبي السابق الحبيب الأمين، على صفحته في "تويتر"، منشوراً يحيي البلدين ويرفض ما أسماه "سرقة الأوطان"، وقال: "حمى الله أرض بلقيس وأحفاد اليماني، دفع القدير عن وجه اليمن السعيد غربان الكآبة ورعاة المحن. من جبال #ليبيا الباذخة إلى عمالقة #اليمن الشاهقة صرخة من كل حر على مد البصر ، صداها الآفاق".

كما شن هجوماً ضد الإمارات وما تقوم به في اليمن وليبيا، وقال: "لا لرعاة الفتن وسراق الأوطان غزاة الليل وقطاع النهار".

وكتب المحلل السياسي أنيس منصور الذي يتزعم الحملة باليمن، قائلاً: على قلب رجل واحد وهدف واحد وعدو واحد شكل ناشطو ومغردو ليبيا واليمن ملحمة إعلامية واحدة ضد دولة ساحل عمان، وهناك تحرك لتوسيع التحالف الإلكتروني ضد الإمارات حتى نكتب نهايتها بأقلامنا التي أصبحت مدافع وطائرة مسيرة للآفاق تخترق الباتريوت بإعجاب ورتويت".

بدوره قال الكاتب والناشط السياسي الليبي إبراهيم قصودة: إن "العبث الذي تقوم به الإمارات في اليمن وليبيا تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولَم يعد خفياً دورها في زعزعة أمن واستقرار بلادنا"، داعياً الشعوب العربية إلى "أن تأخذ موقفاً واضحاً من العداء الإماراتي، وهي لن تقف عند اليمن وليبيا بل ستتمدد يدها إلى بلدانكم مستقبلاً".

استعداء الشعبين

ويرى الصحفي اليمني سمير الصلاحي أن الإمارات أخطأت باستعدائها لليمنيين والليبيين، وقال في صفحته بـ"تويتر": "من غضب الله على الإمارات أنها ذهبت لاستعداء شعبين تجندلت تحت أقدامهم رقاب آلاف المحتلين عبر التاريخ الذي قال عنهم: اليمن مقبرة الغزاة، وليبيا أرض عمر المختار، والعاقل من لايذهب بيديه إلى التهلكة".

من جانبه قال العقيد الأردني المتقاعد علاء العناسوه، إن الشعبين الليبي واليمني "عانوا من تدخلات الإمارات التي تدعم حفتر و المجلس الانتقالي الجنوبي"، مشيراً إلى أن ذلك كله "خدمة لأطماع أبوظبي في التوسع والهيمنة ونهب ثروات ومقدرات ليبيا واليمن".

ويقول الناشط الليبي علي محمد: إن "دولة الخراب والفوضى تسعى لإشعال مزيد من الخراب والفوضى والقتل والدمار في اليمن وليبيا، عبر مليشياتها"، مشيراً إلى أن أحرار البلدين "لديهم القدرة على تحطيم وسحق كل من يفكر في تقسيم بلدانهم".

فيما قال الناشط اليمني بسام الهادي إن تدخل الإمارات في ليبيا واليمن هدفه "سرقة ثروات الشعبين، لنكون رهناً لفتاتهم لدرجة أنهم يسرقون منا الكثير ويعطونا القليل تحت مسمى مساعدات"، مضيفة: "لن نصمت، سنقاومهم بكل ما لدينا من إمكانيات، سنضغط عليهم إعلامياً ليعرفهم العالم ويعرف حقيقتهم السوداء".

تحركات حكومية

وتتزامن الحملات والرفض الشعبي من البلدين مع تحركات حكومية في اليمن وليبيا ضد الإمارات، والتي كان أبرزها الشكوى التي قدمتها الحكومتان إلى مجلس الأمن ضد أبوظبي.

وفي 9 سبتمبر الجاري أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، عن تقديم شكوى ضد الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي، بتهمة "العدائية ودعم محاولات الانقلاب على الحكومة الشرعية".

وفي أواخر أغسطس الماضي، أدانت الحكومة اليمنية ما وصفته "بالعدوان الإماراتي الصريح" الرامي إلى منع الشرعية من بسط سيادتها الكاملة على أرضها، وقالت إن استمرار الإمارات في تزويد ما يسمى المجلس الانتقالي بالأسلحة الثقيلة يعد "إصراراً على تقويض الشرعية".

كما قدمت حكومة اليمن الشكوى إلى مجلس الأمن عقب دعم الإمارات انقلاباً عبر ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، على الحكومة والاستيلاء على العاصمة المؤقتة للبلاد عدن.