صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية-
قالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، إن الهجوم على شركة أرامكو السعودية يوم 14 سبتمبر الجاري، أثار موجة من الذعر في دول الخليج.
وأوضحت الصحيفة أن "الولايات المتحدة الحليف الوثيق للسعودية التي تعتمد عليها للدفاع عن نفسها، أغمضت عينيها في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تجنب أي صراع مدمر في المنطقة".
وتضيف "صنداي تايمز" أن شبكة من القواعد العسكرية الأمريكية تمتد في الخليج من العراق إلى البحرين وقطر وعُمان، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يقوم بحراسة المنطقة، ولكن الهجوم وقع رغم هذا الجدار الدفاعي.
كما لفتت إلى أن" صواريخ كروز وطائرات من دون طيار انطلقت على ارتفاع منخفض في الصحراء بعد الثالثة صباحاً من ذلك اليوم، وهو ما أفقد نظام باتريوت الدفاعي الأمريكي باهظ الثمن قدرته على التصدي للهجمات".
وتقول الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ عقود تشعر السعودية بالضعف، ولم ينجح تصريح وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، حول خطط الولايات المتحدة لإرسال قوات "دفاعية" إلى السعودية والإمارات، في تهدئة المخاوف السعودية.
وتضيف الكاتبة أنه منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حين وقعت أمريكا أول اتفاق نفطي لها مع عبد العزيز آل سعود، أصبحت الولايات المتحدة ضامن أمن المنطقة بالنيابة عن الدول الثرية بالنفط وضامنة استقرار أسواق النفط.
وعن موقف أبوظبي، حليف الرياض الأول في منطقة الخليج، تضيف الصحيفة أن الإمارات التي تعاونت مع السعودية في حربها في اليمن، بقيت صامتة، في العلن على الأقل، حيال الهجوم على المنشأتين السعوديتين.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن الإمارات تنأى بنفسها عن التصدي لإيران من دون دعم دولي، حيث تعلم أنه في حال إطلاق صواريخ إيرانية صوب دبي، فإن تبعات ذلك على السياحة والأعمال ستكون كارثية.
وصباح السبت (14 سبتمبر الجاري)، أعلنت الرياض تعرُّض منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" النفطية، شرقي المملكة للقصف؛ من جراء استهدافهما بطائرات مسيَّرة، في حين تبنَّت مليشيا "الحوثي" اليمنية المسؤولية عن الهجوم بـ10 طائرات مسيَّرة.
لكن واشنطن استبعدت شن الحوثيين الهجوم؛ نظراً إلى افتقارهم إلى القدرات العسكرية اللازمة لذلك، متهمةً إيران صراحة بالمسؤولية عنه.
ورغم اتهام واشنطن لطهران فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن رفضه شن حرب عليها، قائلاً: "أرغب بكل تأكيد في تجنب حرب مع إيران".
كما قال ترامب إن بلاده مستعدة لمساعدة السعودية مقابل المال، ولكن عليها أن تدافع عن نفسها، مضيفاً: "أعتقد أن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا فإنه يقع على عاتقها أيضاً أن تدفع قدراً كبيراً من المال، وأعتقد أيضاً أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيداً".
وقلل ترامب من اعتماد بلاده على النفط السعودي؛ من خلال تأكيده أن لديه احتياطيات نفطية استراتيجية و"هائلة" منه، وأصبحت الأولى عالمياً في إنتاج النفط والغاز.