صحيفة “واشنطن بوست”-
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية حول التوتر الحالي في منطقة الخليج وقالت فيها: “ناقشنا في يوم آخر أن على الرئيس دونالد ترامب البحث عن طريقة لخفض التوتر في منطقة الخليج، في الوقت الذي استبعدت إيران التي يبدو أنها تقف وراء الهجمات المدمرة على البنى التحتية النفطية في السعودية أي مفاوضات، وربما تخطط لهجمات جديدة”.
وترى الصحيفة أن هناك فرصة ضعيفة ظهرت الآن من خلال عرض المتمردين الحوثيين، الذين منحت الحملة السعودية عليهم المبرر للهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة. واقترح الحوثيون، الذين أعلنوا في البداية مسؤوليتهم عن الهجمات التي ضربت مجمعات النفط في نهاية الأسبوع، وقفا للهجمات ضد السعودية مقابل تنازلات من الرياض.
ولو انتهزت إدارة ترامب المبادرة سريعا فلربما كانت قادرة على حرمان إيران من الغطاء الذي استخدمته لشن هجمات يوم 14 أيلول (سبتمبر)، وحتى فصل الحوثيين وإبعادهم عن طهران. وتضيف الصحيفة أن الحوثيين عادة ما يصورون على أنهم دمى في يد النظام الإيراني، ولكنهم ليسوا كذلك: “فهم حركة محلية من شمال اليمن ردوا على تاريخ طويل من الاضطهاد الذي مارسته عليهم الحكومة المركزية بالزحف نحو العاصمة في عام 2014، وهو ما أدى إلى التدخل المتهور من السعوديين وحلفائهم في اليمن”.
وأدت سنوات من القصف الجوي الذي سهلته الولايات المتحدة إلى مقتل آلاف المدنيين بدون زحزحة الحوثيين عن صنعاء ولا الميناء الرئيسي، الحديدة. وأخبر الحوثيون الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أنهم مستعدون لوقف الحرب ومشاركة السلطة مع الحكومة المركزية وفض تحالفهم مع إيران التي زودتهم بالصواريخ التي أطلقوها ضد أهداف سعودية من معدات عسكرية أخرى. وفي الوقت الذي بدأت محادثات ترعاها الأمم المتحدة في أوسلو لم يبد السعوديون تعاونا، وقالوا إنهم لن يمضوا في التعاون طالما لم يتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المتجمد في مدينة الحديدة.
وترى الصحيفة أن العرض الحوثي الأخير مشروط بخطوات تتخذها السعودية لخفض التوتر، بما في ذلك وقف القصف الجوي وإعادة فتح ميناء صنعاء الدولي. وهذه مطالب منطقية ستضع حدا للقتل الجماعي للمدنيين في الغارات وتساعد في التخفيف من حدة أسوأ كارثة إنسانية في العالم. إلا أن السعودية قامت يوم الإثنين بغارة جوية قتل فيها -حسب تقارير- سبعة أشخاص بمن فيهم أطفال.
ويجب على دونالد ترامب أن يمنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تدمير هذا العرض المحتمل لخفض التوتر. ويجب على الإدارة ممارسة الضغط على الرياض لفحص مصداقية العرض الحوثي، من خلال تقديم لفتات مثل إعادة فتح المطار.
كما أن على وزارة الخارجية الأمريكية فتح حوار مباشر مع الحوثيين. ويقول هؤلاء لمن يرغب بالاستماع إليهم إن إيران عازمة على تنفيذ هجمات جديدة ولا يريدون أن يلاموا عليها. وإذا أراد ترامب تجنب الخيار العسكري فيجب عليه التحرك سريعا.