متابعات-
أفادت تقارير أن قوات سعودية تولت بالفعل السيطرة على مدينة عدن اليمنية (جنوب) وذلك في إطار جهود الرياض لإنهاء نزاع على سلطة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين.
جاء ذلك حسبما نقلت وكالة "رويترز" اليوم الإثنين عن 4 مصادر، بينهم مسؤولان يمنيان.
وقال المسؤولان اليمنيان، لـ"رويترز" إن السعودية نشرت الأسبوع الماضي المزيد من القوات لتحل محل القوات الإماراتية في مطار عدن وفي القواعد العسكرية بالمدينة.
وأضاف مصدران مطلعان آخران للوكالة أن "قائدا سعوديا تسلم رسميا المهام هناك الأسبوع الماضي ما يسمح له بالإشراف على الأمن في المدينة وضواحيها".
والأسبوع الماضي، بدأت الإمارات، شريكة الرياض الرئيسية في التحالف الذي تقوده لقتال الحوثيين في اليمن، في سحب قواتها من عدن فيما بدا أنها خطوة لتمهيد الطريق أمام اتفاق لإنهاء الأزمة.
وتدعم الإمارات الانفصاليين في جنوب اليمن والمشاركين أيضا في التحالف الذي تدخل في بلادهم في 2015 لإعادة حكومة الرئيس "عبدربه منصور هادي" (المدعوم من السعودية) إلى السلطة بعد أن أجبرها الحوثيون، المدعومون من طهران، على الخروج من العاصمة صنعاء.
لكن في أغسطس/آب الماضي تحول المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لحكم ذاتي في الجنوب، ضد حكومة "هادي" وسيطر على عدن التي اتخذتها مقرا مؤقتا لها، ما تسبب في اندلاع اشتباكات أوسع نطاقا وفتح جبهة جديدة في الحرب.
وطيلة شهر تقريبا استضافت السعودية محادثات غير مباشرة بين حكومة "هادي" وقادة الانفصاليين الجنوبيين.
وجاءت الأنباء عن بسط قوات سعودية سيطرتها على مدينة عدن بعد أسبوع من ترجيح تقارير اقتراب الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع على السلطة في عدن.
وذكرت التقارير أن الاتفاق الذي طرحته السعودية يمنح المجلس الانتقالي الجنوبي مناصب في مجلس الوزراء ويضع قوات الانفصاليين تحت إمرة الحكومة اليمنية.
من جانبه دعا الرئيس "هادي"، في كلمة وجهها لليمنيين، الإثنين "كل من غرر به للتمرد على مؤسسات الدولة جنوبي البلاد إلى مراجعة أعمالهم الطائشة والعودة إلى جادة الصواب".
واعتبر "هادي"، خلال الكلمة التي جاءت بمناسبة الذكرى الـ56 لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963 التي أنهت الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، التمرد على مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، "سلوكا يستهدف الدولة والمواطن ويمثل عملا مرفوضا".
وأضاف قائلا: "يكفي شعبنا ما يعانيه جراء الانقلاب الحوثي".
ورحب الرئيس اليمني بما أسماها "جهود مخلصة تبذلها السعودية، لمعالجة هذه الأحداث المؤسفة في عدن، ولملمة الصفوف صوب إنهاء انقلاب الحوثيين وتعزيز مؤسسات الدولة".
وأوضح أنه وجه بوضع معالجات جذرية لضم كافة التشكيلات الأمنية والعسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية.
ومنذ 2015، تقود السعودية والإمارات تحالفا عربيا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.