متابعات-
أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، عن مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي شامل، وسط ترحيب خليجي وأمريكي ورد متحفظ من قبل الحوثيين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك ضم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والمتحدث باسم "تحالف دعم الشرعية في اليمن" تركي المالكي.
وأوضح الوزير السعودي أن مبادرة بلاده تشمل "وقف إطلاق النار في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".
وكشف وزير الخارجية السعودي أن "وقف إطلاق النار في اليمن سيبدأ بمجرد موافقة الحوثيين على المبادرة"، معرباً عن أمله في التوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن بشكل فوري.
وبين أن تحالف دعم الشرعية سوف يسمح بـ "إعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة".
وأشار إلى أن المبادرة السعودية تتضمن إعادة إطلاق المحادثات السياسية لإنهاء أزمة اليمن، متوقعاً "دعماً أمريكياً للمبادرة والعمل مع الرياض لإنجاحها".
وأعرب عن أمله في أن يستجيب الحوثيون للمبادرة "صوناً للدماء اليمنية ولمعالجة الأزمة الإنسانية".
وبينما قال "بن فرحان" إن السعودية تؤكد استمرار دعمها للشعب اليمني ودعم جهود السلام في اليمن، شدد في الوقت نفسه على "حق المملكة في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات الحوثيين المدعومين إيرانياً".
رد حوثي
بدورها نقلت "رويترز" عن كبير الحوثيين محمد عبد السلام قوله: إن "المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن لا تتضمن شيئاً جديداً".
وقال "عبد السلام": إن "السعودية جزء من الحرب، ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فوراً".
لكنه في الوقت عينه أبقى باب الحوار مفتوحاً عندما أشار إلى أن الحوثيين سيواصلون "الحديث مع السعودية وعُمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام".
كما نقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن المتحدث باسم الحوثيين قوله إن "أي مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان ولا ترفع الحصار هي غير جادة ولا جديد فيها".
في سياق متصل أشادت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً "بموقف السعودية تجاه كل ما قدمته لليمن بمختلف المجالات".
وشددت على أن إنهاء معاناة اليمنيين سيكون بـ "إنهاء الانقلاب والحرب التي أشعلها الحوثيون".
اتصال أمريكي
من جانبه ندد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصال مع نظيره السعودي بـ "هجمات جماعات متحالفة مع إيران على السعودية"، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بأمن المملكة.
ودعا "بلينكن" إلى "التزام من كل الأطراف اليمنية بوقف إطلاق النار"، مجدداً دعم واشنطن "لجهود الموفد الأممي والمبعوث الأمريكي لحل الصراع في اليمن".
ونقلاً عن مصادر مطلعة، أعلنت وكالة "الأناضول"، في وقت سابق اليوم، أن الخطوة تأتي "تجاوباً" من السعودية مع جهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ، ومبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث.
وفي 9 أبريل 2020، أعلن المتحدث باسم "التحالف"، تركي المالكي، وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا آنذاك.
ورغم تمديد وقف إطلاق النار عدة مرات فإن التحالف العربي (تقوده السعودية) اتهم جماعة الحوثي مراراً بـ"عدم الالتزام بالهدنة المعلنة".
وفي 18 مارس الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان صدر بإجماع أعضائه (15 دولة)، جميع الأطراف إلى العمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، دون شروط مسبقة، من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
وفي 7 مارس الجاري، أعلن التحالف العربي إطلاق عملية عسكرية جوية بضربات موجعة ضد الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، رداً على هجمات طالت منشآت ومواقع سعودية.
وصعّد الحوثيون، منذ فبراير الماضي، عملياتهم ضد السعودية من خلال الطائرات المسيّرة والمقذوفات والصواريخ الباليستية، وسط إعلانات متكررة من التحالف باعتراضها وتدميرها.
وجاء تصعيد الحوثيين مؤخراً تزامناً مع إعلان الولايات المتحدة رفع المليشيا من قائمة الإرهاب، بعدما كانت قد أُدرجت في 19 يناير الماضي، وإنهاء دعمها للتحالف في اليمن.
وللعام السادس يشهد اليمن حرباً بين القوات الحكومية المدعومة من "التحالف"، منذ مارس 2015، والحوثيين المدعومين إيرانياً، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.