متابعات-
لم تتوقّف تهديدات التحالف السعودي - الإماراتي ضدّ ميناء الحديدة، بعد فضيحة استعانة متحدّثه العسكري، تركي المالكي، بمشاهد من فيلم أميركي قديم، وعرْضها كأدلّة على وجود أنشطة عسكرية في الميناء، الذي يُعدّ أحد أهمّ الموانئ اليمنية في البحر الأحمر، وهو ما يؤكد وجود نوايا عدوانية ضدّه. وحلّق طيران «التحالف»، فجر الإثنين، بشكل مكثّف في سماء مدينة الحديدة وفي محيط ميناء الصليف، الذي يُستخدَم لاستقبال شحنات الغذاء التجارية، كما شنّ عدّة غارات على مناطق التحيتا والجراحي جنوب المدينة. وأكدت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، أن «التحليق المكثّف لطيران التحالف فوق الحديدة يُعدّ الأكبر منذ توقيف السفينة العسكرية الإماراتية، روابي، مطلع الأسبوع الماضي في المياه الإقليمية اليمنية». وأشارت إلى أن «دول تحالف العدوان بدأت منذ أيام بإخلاء الميناء من خلال احتجاز السفن القادمة إليه واختطاف أخرى من دون مبرّر»، مضيفة أن «سلطات الميناء أبلغت برنامج الأغذية العالمي والمنظّمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بمخاطر التهديدات الأخيرة الصادرة عن تحالف العدوان، وطالبتها بسرعة التدخّل لوقْف استهداف الميناء الذي يُستخدم لأغراض إنسانية منذ سنوات».
ونفت «مؤسسة موانئ البحر الأحمر»، المُشغّلة للميناء، بدورها، اتهامات «التحالف» بشأن استخدام هذا المرفق مرتكزاً لانطلاق أيّ أعمال عسكرية. وعبّرت المؤسسة، في بيان، عن «الأسف الشديد للسيناريو المتكرّر الذي يستخدمه تحالف العدوان وأدواته في إقحام ميناء الحديدة في الصراع»، على رغم كونه «من الأعيان المدنية المحظور استهدافها». ولفتت إلى أن «الميناء يخضع لزيارات أممية متواصلة، ويلتزم بكلّ الاشتراطات والمدوّنات الدولية البحرية والإجراءات المعمول بها في الموانئ العالمية، ويخلو من أيّ مظاهر مسلحة، أو ثكنات عسكرية، أو مخازن لتجميع الأسلحة، أو منطلقات للزوارق الحربية»، مُعتبِرةً «تهديدات التحالف باستهدافه تمهيداً خطيراً، ستكون نتائجه كارثية على المنطقة، وسيلحق الضرر الكبير بقُوت الشعب اليمني الذي يعتمد عليه بشكل رئيس في إمداده بالمواد الإغاثية والدوائية والنفطية».
توعّدت صنعاء بـ«ردّ مؤلم» في حال أقدم «التحالف» على استهداف الميناء
صنعاء، التي توعّدت على لسان أكثر من مصدر، بـ«ردّ مؤلم» في حال أقدم «التحالف» على استهداف الميناء، طالبت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، على لسان نائب رئيس هيئة أركانها، رئيس «الفريق الوطني لإعادة الانتشار في الحديدة» اللواء علي حمود الموشكي، بـ«موقف واضح من هذه التهديدات التي ستكون لها آثار كارثية على الشعب اليمني»، داعيةً، البعثة، خلال لقاء جمع الأحد نائبة رئيس الأخيرة، دانييلا كروسلاك، بالموشكي، إلى «القيام بدورها الإنساني، واتّخاذ قرار حازم بمنْع القرصنة البحرية على السفن النفطية والغذائية التي تنفّذها دول العدوان، مُتعمّدة إعاقة تنفيذ اتفاق استكهولم». كذلك، نظّم فريق إعادة الانتشار التابع لصنعاء جولة لبعثة الأمم المتحدة المتواجدة في الحديدة، على عدد من مرافق الميناء كورشة النجارة والورشة الفنية ومحطّة توليد الكهرباء ومنزلق العائمات البحرية وهنجر صيانة المنقولة الأرضية وأرصفة محطة الحاويات، لتأكيد خلوّها من أيّ مظهر عسكري.
من جهته، اعتبر وكيل وزارة الإعلام في صنعاء، نصر الدين عامر، في حديث إلى «الأخبار»، «فبركة المتحدث باسم العدوان في مؤتمر صحافي رسمي، أدلّة مأخوذة من الفيلم الوثائقي (Severe Clear) الذي يتحدث عن الحرب الأميركية في العراق عام 2003، وهو فيلم من إخراج الأميركي كريستيان فرج، أُنتج عام 2009، مقدّمة لجريمة كبيرة جداً، وهو شاهد على عبثية وإجرام هذا التحالف الأميركي وتلفيقه لضرب الأعيان المدنية»، متوقّعاً أن «يمعن العدوان في نسف ما تبقّى من ميناء الحديدة أمام العالم».