متابعات-
لم يكن مستغربًا ما أعلنه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من أنّه "لا ينظر إلى "إسرائيل" كعدو بل ينظر إليها كحليف محتمل"، ولم يكن مستهجنًا ما صرّح به في حواره مع مجلة "أتلنتك" الأميركية الذي جاء فيه "يمكن أن تكون "إسرائيل" حليفًا في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك وحل مشاكلها مع الفلسطينيين".
تعتبر السلطات السعودية بيئة حاضنة فعليًا للتطبيع، على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة. الوفود والشخصيات الصهيونية التي تدخل الى المملكة لا تمنع، ومسيرها لا يُعرقل، لكن التمهيد للتطبيع العلني لم يطرأ حديثًا. على سبيل المثال، منحت السلطات السعودية رواية "غربة يهودية" إذنًا بالنشر عام 2019، وهي التي تحمل في طياتها دعوة ضمنيّة للتعاطف مع اليهود والتطبيع مع "إسرائيل".
"غربة يهودية".. رواية تحرّك مياه التطبيع في السعودية
"غربة يهودية" رواية للكاتبة السعودية رجاء بندر، صدرت عن نادي جازان الأدبي والدار العربية للعلوم "ناشرون"، واعتلت قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في المملكة، عقب عاصفة جدل اندلعت عبر منصات التواصل الاجتماعي احتجاجًا على نشرها، وسط دعوات شعبية لحظرها.
وعلى إثرها، واجهت الكاتبة السعودية اتهامات "بالدعوة غير المباشرة للتطبيع مع إسرائيل"، لتسليطها الضوء على الإشكالية الاجتماعية والسياسية لقضيّة اليهود في الجزيرة العربية، وانعكاسات ذلك على التقارب السعودي - الأميركي الداعي لتطبيع الدولة الخليجية.
رسائل خفية ومسمومة
في المقابل، وعلى الرغم من سماح السلطات السعودية بنشرها وتوزيعها، اعتبر معلّقون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنَّ الرواية تقدّم محتوى "غير لائق" ووصفها آخرون بأنّها "رواية نحو التطبيع"، واتهموا الكاتبة بالسعي إلى "تمرير رسائل خفيّة مسمومة" من وراء قصتها.
السعودية في مرمى التطبيع
يُشار إلى أنَّه وخلال 4 سنوات، صدرت خمس روايات لكتّاب سعوديين تتناول الشأن اليهودي من خلال شخصيات تفتح الباب على مسرح يعجّ بتفاصيل البيئة اليهودية الأقرب إلى الجزيرة العربيّة، وهي بيئة اليهود اليمنيين، إلا أن تقارب أوقات نشرها أثار تساؤلات ومزيدًا من علامات التعجّب.
والجدير ذكره أنَّ تطبيع السعودية مع "إسرائيل" حظي بالاهتمام في "إسرائيل" وفي الدول العربية، وثمة تقارير عن لقاءات سرّية ولقاءات علنية بين شخصيات رفيعة من "إسرائيل" وبين نظرائهم السعوديين لم تعد تثير الانفعال، كما زار مراسلون سعوديون الأراضي المحتلة وكتبوا مقالات تمجد الكيان الغاصب.