سياسة وأمن » حروب

الإمارات ترغب بلعب دور في غزة بعد الحرب وإظهار نجاعة اتفاقيات إبراهيم

في 2025/01/30

واشنطن بوست 

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا لمديرة مكتبها في الخليج سوزانا جورج قالت فيه إن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عاد إلى المنطقة هذا الأسبوع حيث تسعى إدارته إلى الاستفادة من النجاح المبكر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

والتقى ستيف ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء وقال إنه سيزور قطاع غزة، حيث تسري الهدنة منذ أكثر من أسبوع.

وكان ويتكوف في السعودية، يوم الثلاثاء، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية قالت إنه كان يعمل على “اتفاقية واسعة النطاق في الشرق الأوسط” تشمل إعادة إعمار غزة، وفي النهاية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

ومع قيام ويتكوف، وهو مطور عقاري منذ فترة طويلة، بتكثيف الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، سيحتاج إلى دعم من الدول الغنية بالنفط في الخليج لمتابعة الخطط الأكثر طموحا.

ويقول الدبلوماسيون إن دول الخليج العربية هنا قد تمول إعادة الإعمار في غزة، لكنها تريد أيضا ضمان أن تشمل فترة ما بعد الحرب مسارا إلى دولة فلسطينية. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، يوم الثلاثاء، “كان موقفنا واضحا دائما، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد للمضي قدما من أجل حل القضية الفلسطينية”.

وقال إن بلاده، التي ساعدت في التوسط في وقف إطلاق النار، “تتعاون بشكل كامل مع إدارة ترامب والمبعوث ويتكوف”، لكنه أضاف أن قطر لا “تتفق دائما في الكثير من الأمور مع جميع حلفائنا”.

إلا أن ترامب أخبر في الأيام الأخيرة المراسلين الصحافيين، الذين كانوا معه على متن الطائرة الرئاسية، إنه يريد تهجير سكان غزة بالقوة، قائلا، يوم السبت، إن الولايات المتحدة وغيرها يجب أن “تطهر” المنطقة، التي وصفها بأنها “موقع هدم”. وفي وقت متأخر من يوم الإثنين، ضاعف من اقتراحه، مضيفا: “عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما”.

وانتقدت مصر والأردن هذه التصريحات على وجه الخصوص، بعد أن اقترح ترامب أن تستقبل الدولتان المزيد من الفلسطينيين من غزة.

حتى الآن، أطلقت حماس سراح سبع محتجزين إسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. توقف القصف الإسرائيلي الواسع النطاق، وتدفقت المساعدات إلى المنطقة، وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يوم الإثنين إلى شمال غزة، الذي كان معزولا عن بقية القطاع في معظم فترة الحرب.

ومن المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار الأولي، الذي بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير، لمدة 42 يوما، وبعد ذلك ستطلق حماس سراح الأسرى المتبقين وتسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة. عندها فقط يمكن أن تبدأ إعادة الإعمار – جنبا إلى جنب مع المفاوضات حول المستقبل السياسي لغزة.

ونقلت الصحيفة عن حسين إبيش، وهو باحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، قوله: “كان وقف إطلاق النار الخطوة الأولى الضرورية. الآن هناك الكثير من المناورات الجارية”. وقال إنه من غير المرجح أن تلتزم البلدان بأدوار محددة لغزة بعد الحرب حتى يصل وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية. وقال إبيش: “في الوقت الحالي، لا أحد يريد المبالغة في الالتزام بشيء”.

ولكن قبل أن تفتح دول الخليج العربي خزائنها، فإنها تريد على الأقل سلطة سياسية فلسطينية شرعية تتولى المسؤولية في غزة. حكمت حماس المنطقة لمدة 17 عاما قبل الحرب – لكن إسرائيل قالت إنها لن تقبل دورا للجماعة المسلحة في حكم المنطقة.

وتضيف الصحيفة أنه بالنسبة لدول الخليج العربية، توفر غزة بعد الحرب فرصة لتوسيع نفوذها الإقليمي، وملء الفراغ الذي خلفته حماس، التي كانت مدعومة من إيران. ولكنها بالنسبة للإمارات على وجه الخصوص، والتي ناقشت أيضا لعب دور يركز على الأمن في غزة، فإن ذلك يوفر فرصة لنوع من التحرر الدبلوماسي.

في عام 2020، كانت الإمارات واحدة من أربع دول قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة – وتعرضت لضغوط هائلة أثناء الحرب لقطع العلاقات.

ولكن إذا ساعدت الإمارات في الأمن أو إعادة الإعمار، فإن ذلك سيسمح لأبوظبي “بإظهار قيمة اتفاقيات إبراهيم للعالم العربي”، كما قال شخص مطلع على تفكير كبار المسؤولين الإماراتيين، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المداولات الحساسة.

ونقلت الصحيفة عن دان ديكر، رئيس مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، إن الأمن في غزة، حيث انهار القانون والنظام بسبب الحرب، سيكون أيضا محورا رئيسيا لرحلة ويتكوف إلى إسرائيل.

وقال إن “ويتكوف سيذهب في رحلة لتقصي الحقائق إلى غزة… لفهم التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إسرائيل في المستقبل”. ووصف زيارة ويتكوف المخطط لها إلى القطاع بأنها “انعكاس لتورط أمريكا المتزايد في التدابير الأمنية في قطاع غزة”.

كما تراقب مصر وقطر تنفيذ الاتفاق، ويقول المسؤولون القطريون إن الضغط الدولي ضروري للحفاظ على الاتفاق على المسار الصحيح.

وقال الأنصاري إن “آليات المراقبة هذه المرة أكثر قوة أيضا. نحن نراقب كل تفاصيل الاتفاق”. وقال إن غرفة العمليات “أكثر تطورا”، والاتصالات أسرع، وتم إنشاء غرفة عمليات ثانية في العريش بالقرب من حدود مصر مع غزة لمراقبة دخول المساعدات. وقال إن الوسطاء تعلموا العديد من “الدروس” من اتفاق وقف إطلاق النار الأولي.