سياسة وأمن » حروب

تحريض متجدّد على ميناء الحديدة

في 2025/02/20

متابعات

مع اقتراب دخول قرار تصنيف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حركة "أنصار الله" منظمة إرهابية أجنبية، حيّز التنفيذ الأسبوع المقبل، صعّدت الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي تحريضها على الحركة الملاحية في ميناء الحديدة. والتحريض على الميناء الذي يستقبل 70% من واردات اليمن الأساسية من الغذاء والدواء والوقود، جاء بعد فشل تعطيله من قبل الطيران الإسرائيلي والأميركي خلال الأشهر الماضية ثلاث مرات، حيث أثار تمكّن السلطات في صنعاء من إعادته إلى استقبال شحنات جديدة ولو بوتيرة أقل، سخط تلك الحكومة.

وعلى رغم إدراك سلطات عدن أن صنعاء لن تسمح بإغلاق ميناء الحديدة، وأنها قد تستخدم قدراتها العسكرية لإفشال تنفيذ قرار ترمب، إلا أن الأولى اندفعت مجدّداً إلى التحريض السياسي والإعلامي ضد الميناء، مدّعية بأنه يستقبل بين الحين والآخر شحنات سلاح إيرانية على متن سفن تجارية وسفن شراعية صغيرة، مكرّرة المزاعم نفسها التي سبق أن سوّقها المبعوث الأميركي السابق، تيم ليندركينغ. ودعا مسؤولون في حكومة عدن، خلال مشاركتهم في فعاليات "منتدى اليمن الدولي" الذي نظّمه مركز صنعاء للدراسات في عمان، إلى ضرورة احتلال الحديدة والسيطرة على كامل الساحل الغربي لتأمين الملاحة الدولية.

وكان رئيس "المجلس الرئاسي"، رشاد العليمي، قد طالب، في ندوة أقيمت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، المجتمع الدولي بدعم حكومته، واتخاذ مواقف موازية لقرار الإدارة الأميركية لـ"ردع الحوثيين". وعبّر عن عجز حكومته عن تأمين البحر الأحمر من دون حصولها على دعم كافٍ لبسط نفوذها على كامل اليمن.

وفي هذا التوقيت، وبشكل مدروس، أعلنت الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن، تمكّنها "من ضبط مركب شراعي إيراني جنوب البحر الأحمر كان متجهاً إلى ميناء الحديدة". وزعمت في بيان نشرته وسائل إعلامها، أن المركب كان يحمل طائرات مُسيّرة وهياكل صواريخ كروز ورادارات بحرية ونظام تشويش حديثاً، ونظام اتصالات لاسلكياً متطوّراً. إلا أنها لم تستعرض صوراً لشحنة الأسلحة المزعومة، واكتفت بنشر صور لأكثر من 20 صياداً، يُعتقد بأن بعضهم إيرانيون.

ونفت وزارة الخارجية الإيرانية تلك الادّعاءات. وقال المتحدث باسمها، إسماعيل بقائي، في تصريح نقلته وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، إن "هذه الادّعاءات تأتي في إطار حملة تضليلية تهدف إلى تشويه صورة إيران وإثارة الفتن، وذلك بالتزامن مع زيارات المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة". وأكّد أن "إيران ليس لها أي وجود عسكري في اليمن، وأن الأسلحة الموجودة في هذا البلد لا علاقة لنا بها".