وكالة الانباء الفرنسية- شؤون خليجية-
قالت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الإمارات العربية المتحدة جندت نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن. وتشارك الإمارات في التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن، وذكر ضابطان سابقان وخبير أمني لوكالة "فرانس برس" أن الإمارات أرسلت سرا نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن، ودفعت مبالغ كبيرة لتجنيد جيش خاص من الجنود الجنوب أمريكيين المدربين والمتمرسين على القتال.
ويزيد تواجد جنود كولومبيين في النزاع اليمني الدامي، من الوضع المعقد في الحرب التي تجري بالوكالة ما بين إيران التي تدعم الحوثيين والتحالف العربي الذي تدعمه الولايات المتحدة بقيادة السعودية، ومنذ بدأ الحوثيون في السيطرة على مناطق شاسعة من اليمن في تموز/يوليو 2014، خلف النزاع نحو 6000 قتيل و28 ألف جريح من بينهم العديد من المدنيين، طبقا للأمم المتحدة.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها إن خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية وتجار المخدرات في بلدهم شجع الإمارات على الاستعانة بهم نظرا لأن جيش الإمارات قليل الخبرة نسبيا، وقال ضابط سابق في الجيش الكولومبي لوكالة "فرانس برس" في بوغوتا إن "الجنود الكولومبيين معروفون بمهاراتهم القتالية نظرا لأنهم تدربوا على قتال المليشيات".
وأضاف "الكولومبيون لديهم سنوات عديدة من الخبرة في خوض الحروب"، وغالبا ما تلجأ شركات الأمن الخاصة في العالم لتوظيف الجنود الكولومبيين في مناطق النزاع ومن بينها العراق وأفغانستان والسودان.
وكان الضابط السابق وهو رجل عمره 48 عاما ترك الجيش في أواخر التسعينات، وعمل في السابق في شركة بلاكووتر التي أثارت الجدل والتي غيرت إسمها إلى "أكاديمي".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية تعاقدت مع الشركة لتوفير الخدمات العسكرية والأمنية في العراق، وانضم إلى الشركة في العام 2004 وسط ما وصفه بـ"الطفرة في تجنيد الكولومبيين للقتال في العراق"، وعمل في أفغانستان والإمارات وقطر وجيبوتي.
ويعتبر جنود أمريكا اللاتينية مفضلين لدى شركات مثل بلاكووتر، حيث يقول الضابط السابق "بلغ عدد المتعاقدين مع الشركة في العراق في الفترة من 2004 و2006 نحو 1500 من كولومبيا، وألف من البيرو، و500 من تشيلي، و250 من السلفادور".
وأضاف أنه ابتداء من 2010 تقريبا بدأت الإمارات في تجنيد الكولومبيين لتشكيل جيش خاص في قاعدة وسط الصحراء تدعى مدينة زايد العسكرية، ويحصل الكولومبيون من قادة القوات الخاصة أو قائدي المروحيات في شركة بلاكووتر على مبلغ 3300 دولار شهريا، أي أقل بخمس مرات من المبلغ الذي يتلقاه المتعاقدون الأمريكيون ولكنه يعتبر ثروة صغيرة بمعايير كولومبيا.
وأضاف أنه "لم يتم تجنيدهم لخوض مهمات قتالية بل للقيام بمهام الأمن والحماية. ولذلك فإنهم لا يعتبرون مرتزقة"، ولكن قبل شهر قرر نحو 300 من بين هؤلاء الذين تجندهم الإمارات "التطوع" للمشاركة في القتال كمرتزقة في جنوب اليمن، وتم نشرهم في ميناء عدن، بحسب المصدر، وجاء ذلك بعد مقتل 30 جنديا إماراتيا في اليمن في هجوم صاروخي ألقيت مسؤوليته على الحوثيين.
وقال المصدر إن الإمارات خططت في البداية لإرسال 800 كولومبي، إلا أن المجندين رفضوا ذلك، واشتكوا من أن القتال في اليمن يتجاوز شروط عقودهم الأصلية، وأضاف "كان من المفترض أن يشارك الكولومبيون في تلك المعارك دون أن يلاحظهم أحد بوصفهم جنودا إماراتيين وقد دفع ذلك عددا كبيرا منهم إلى رفض الخدمة (..) وقالوا إن عقودهم تقضي بعملهم في الإمارات وليس القتال في حروب نيابة عن آخرين".
وقال إن الإمارات حاولت إغراء هؤلاء المجندين من خلال اقتصار مناوباتهم على ثلاثة أشهر وعرض دفع 120 دولارا إضافية عن كل يوم قتال، ولم يقتل أي كولومبي في اليمن حتى الآن بحسب المصدر الذي نفى تقارير نشرتها وسائل إعلام مرتبطة بالحوثيين بأن كولومبيين قتلوا في اليمن.
وذكر مصدر كولومبي آخر هو خبير الشؤون الأمنية جون مارولاندا أن الراتب السخي الذي تدفعه جهات خارجية يتسبب في فقدان الجيش الكولومبي للخبرات العسكرية المدربة بسبب ضعف الرواتب، وقال "في العام 2011 بدأ الأشخاص المدربون بشكل جيد في المغادرة"، وأضاف "الإمارات تشارك في التحالف من خلال إرسال مرتزقة بشكل سري إلى اليمن. وصحيح أن من بين هؤلاء المرتزقة جنود سابقين في الجيش الكولومبي".
وذكر ضابط كولومبي سابق طلب عدم الكشف عن هويته أن ذلك "خلق عددا كبيرا من المشاكل" لوزارة الدفاع الكولومبية، وصرح لفرانس برس إن "أفضل الضباط يتوجهون إلى الإمارات التي لا تجند مواطنيها وتفضل تجنيد الأشخاص الجاهزين والمتخصصين".
وخاض الجيش الكولومبي على مدى خمسة عقود نزاعا ضد الجماعات اليسارية المتمرد، وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص، وكانت كتائب الإعدام ومهربي المخدرات أطرافا فيه.