دعا رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمس، إلى وضع تعريف واضح للمتطرف، أو منحرف التفكير، الذي يتحول إلى إرهابي يهدد الأمن الفكري والأمن الوطني، مشيراً إلى خطورة الفكر المتطرف في العصر الحديث «إذ صار صناعة تقف وراءها جماعات مصالح وسياسات دول توظفه لخدمتها على حساب دول أخرى». وعبر الأمير خالد في كلمة ألقاها في اختتام فعاليات الدورة التاسعة من مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسيفيك ودول آسيا الوسطى والشرقية، في القصر الجمهوري بحضور الرئيس جوكو ويدودو في جاكرتا أمس، عن أسفه لحال الابتلاء الذي تعيشه الأمة بسبب الإرهاب.
وقال: «ما كان لي أن أقف متحدثاً في هذه المناسبة، من دون أن أشير إلى ما نحن فيه من بلاء وابتلاء ومن دون أن أذكر مآسي التطرف في الفكر، والإرهاب في الفعل، بخاصة أنه يتبنى كثيراً من طروحاته بدعوى الإسلام، والإسلام منه براء، وما يزيد العجب أن الإرهاب أصبح يضم بين جنباته أنماطاً متعددة من المؤيدين، وأضحى يمتلك أذكى الأسلحة وأكثرها دقة». وأضاف: «بتنا نرى دولاً تحارب الإرهاب في العلن وتسانده في الخفاء، أناس تركوا أوطانهم وترعرعوا في دول مضيفة ينقلبون عليها وتكون تلك الدول من أولى أهدافهم»، مؤكداً أن الإرهاب «أضحى الشغل الشاغل لوسائط الإعلام، حتى غدا زعماء الإرهاب ورؤوسه كأنهم نجوم وأبطال أسطوريون».
وأوضح الأمير خالد أن تجديد الخطاب الديني «لم يعد هدفاً يمكن تأجيله، إنما أصبح قضية أمن وطني»، وقال في كلمته للمشاركين في المسابقة: «جئت لألتقي شباباً هم أمل الأمة الإسلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، سفراء للأمة في دولهم، سباقون إلى العلم، وسطيون في العقيدة، ناشرون للثقافات خُلُقهم القرآن».
وتحدث عن العلاقات السعودية- الإندونيسية وقال: «شهدت زخماً مقدراً بالزيارة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإندونيسيا، التي تعد نموذجاً للتعاون المثمر الخير بين دولتين إسلاميتين محوريتين»، مشيداً بالأنموذج الإندونيسي في التعايش «شعب فاق ٢٥٨ مليون نسمة من ١٥ عرقاً يتحدثون لغات ولهجات عدة ويعتنقون ديانات مختلفة، يعيشون في انسجام وطمأنينة من دون تكفير أو اعتداء».
كما أثنى الأمير خالد على دور الرئيس الإندونيسي وحكومته والشعب لاستضافتهم فعاليات المسابقة، واهتمام الرئيس بتطويرها وتوسيعها لتضم ٢٥ دولة من آسيان والباسيفيك.
ورحب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بحضور الأمير خالد بن سلطان، وبسفراء الدول والعلماء وبلجنة التحكيم والمشاركين في المسابقة والحضور. وقال: «إن الهدف الذي أنشئت من أجله المسابقة هو لتطوير التلاوة وحفظ القرآن والتعلم، ولتعميق تعاليم القرآن الكريم والحديث الشريف».
وهنأ الحافظين والحافظات الفائزين بالجوائز والمشاركين في المسابقة كافة، مشيراً إلى أن من لم يحالفهم الحظ عليهم المشاركة في المواسم المقبلة، مؤكداً أن الأهم هو التواصل على إقامة الشعائر الإسلامية وتطبيق تعاليم القرآن.
ورحب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي لقمان حكيم سيف الدين، بالرئيس الإندونيسي والأمير خالد بن سلطان على رعايتهما اختتام المسابقة، وأوضح أن المسابقة أصبحت عملاً سنوياً مشتركاً بين الملحق الديني بسفارة المملكة ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، مشيراً إلى أن المسابقة لها معنى كبير لآسيا ودول الباسيفيك «كقلب سلام عالمي لاستقرارها».
وذكر أن الهدف من المسابقة هو «تشجيع المجتمع الآسيوي والباسيفيك على حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي وتقوية العلاقات بين شباب المسلمين وحثهم على القرآن والحديث كمصدرين للإسلام علمياً وعملياً، والتأسي بالأخلاق القرآنية وحماية العقيدة الصحيحة بعيداً من الفهم الخاطئ المنحرف».
وأكد أن مجموع المشاركين في المسابقة بلغ المئات، لافتاً إلى أن هذا العام تميز بمشاركة العنصر النسائي.
وقدم وزير الشؤون الدينية الشكر لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على التعاون البنّاء، متمنياً أن يستمر هذا التعاون مستقبلاً، إضافةً إلى تعزيز المجالات الأخرى بين البلدين.
وكالات-