جون هانا- مجلة "فورين بوليسي"- ترجمة منال حميد -
دعا باحث أمريكي الرئيس دونالد ترامب إلى انتهاز الفرصة لمنع السعودية من تصدير الإرهاب، مؤكداً "أنه حتى بعد انهيار الخلافة الإقليمية للدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإن عدد الجهاديين اليوم يفوق ما كان عليه إبان تفجيرات 11 سبتمبر 2001".
وقال جون هانا، الزميل الأقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، في مقال له بمجلة "فورين بوليسي": "إن تفجيرات عيد الفصح المروعة التي وقعت في سريلانكا الشهر الماضي تظهر ببساطة الحقيقة القاسية؛ وهي أنه على الرغم من النجاحات المهمة التي حققتها الولايات المتحدة في معركتها ضد الإرهابيين، وتمكنها من منع حدوث 11 سبتمبر آخر، فإن مشكلة التطرف لم تتقلص ولاتزال الولايات المتحدة لا تملك استراتيجية ثابتة تجاه تزايد أعداد الشباب المنتمين للجماعات المتشددة".
ويرى الكاتب أنه بات واضحاً لدى صناع القرار في الولايات المتحدة، منذ سنوات، أن "القوة الصلبة والعمل العسكري لقتل الإرهابيين وتعطيل عملياتهم ليس كافياً، في حال رغبت بتحقيق النجاح على المدى الطويل".
ويؤكد الكاتب ضرورة وضع استراتيجية لمحاربة الأيديولوجية المتطرفة، التي تشكل لبنة أساسية لتلك الحركات والتي تكفر المسلمين وغير المسلمين .
ومنذ 11 سبتمبر- بحسب الكاتب- أقر الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بمركزية الحرب الأيديولوجية، "ولقد تحدث الرئيس جورج دبليو بوش عن أهمية معركة الأفكار، وضرورة كسب القلوب والعقول بين المسلمين، ووصفها الرئيس باراك أوباما بمعركة التصدي للتطرف العنيف".
أما الرئيس الحالي ترامب، ورغم أنه مذنب في كثير من الحالات بسبب قراراته وتصريحاته المحرضة على المسلمين، فإنه اعتبر الكفاح ضد التطرف واحداً من أهداف حملته الانتخابية، يقول الكاتب.
ويضيف: "على السعودية أن توقف تصدير المنهج المتطرف من الإسلام للعالم، وبدلاً من أن يحث الرئيس ترامب حلفاءه في السعودية على فعل ذلك، نجده غارقاً في صفقات ومعاملات تجارية، وصار كل همه ما تشتريه السعودية من أسلحة، والحفاظ على أسعار النفط منخفضة، ودعم خطة سلام للشرق الأوسط ولدت ميتة أصلاً".
ويشير إلى أن السعودية سعت من خلال جملة قرارات أصدرها ولي العهد محمد بن سلمان، لتقديم نفسها على أن لديها نسخة محدثة من الإسلام، وأنها بدأت تميل للاعتدال، من بينها "قص أجنحة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأيضاً وضع العشرات من رجال الدين في المعتقل".
وخارجياً تخلت عن رابطة العالم الإسلامي التي يقول عنها الكاتب إنها "كانت ذات يوم رمح السعودية في تصدير فكرها إلى الخارج، كما أنها تخلت عن إدارة مسجد بروكسل الكبير بعد أن اتهمتها الشرطة هناك بدعم التطرف، في حين أصدر محمد العيسى، وهو رجل دين ووزير عدل سابق ورئيس جامعة حالي، سلسلة من التصريحات التي اعتبرت تغييراً في منهج الرياض، وأخيراً دعا منظمة الهولوكست لزيارة السعودية".
إلا أنه رغم تلك الخطوات التي قام بها بن سلمان، يرى الكاتب أن "أثر الوهابية عميق، والأمر لن ينتهي بمقالات من رجل دين سعودي واحد لإحداث هذا التغيير".
والشهر الماضي عرض تقريران تحدثا عن الفترة التي سبقت الانتخابات في إندونيسيا، والقلق من توسع الوهابية المدعومة سعودياً في هذا البلد، الذي يعد أكبر البلاد الإسلامية.
وفي أعقاب هجمات سريلانكا، تناولت مقالة أخرى "خطر الوهابية التي تغلغلت لعقود في المجتمع وأثرها في إحداث شرخ داخل المجتمع، وكيف أنها وفرت أرضية خصبة للتطرف والهجمات التي وقعت مؤخراً".
ويرى الكاتب الأمريكي هانا أن الحديث عن إنهاء تصدير التطرف "يجب أن يكون حاضراً في كل نقاش دبلوماسي أمريكي مع السعوديين بدءاً من الرئيس دونالد ترامب وصولاً إلى الحكومة الأمريكية"، مؤكداً أن الجدية تتطلب اختبار ترامب نوايا محمد بن سلمان من خلال إنشاء مجموعة عمل أمريكية - سعودية رفيعة المستوى لتطبيق التزام ولي العهد المعلن بالاعتدال.
ويعتقد الكاتب أن الاستخبارات الأمريكية تفتقر إلى المعلومات الخاصة بجميع المساجد والمدارس الدينية والجامعات والمراكز المجتمعية المنتشرة في المملكة العربية السعودية، والدعاة المتطرفين في جميع أنحاء العالم الذين يتلقون رواتبهم من السعودية.
ويختم بتأكيد أهمية أن تعين وزارة الخارجية الأمريكية في كل بلد فيه عدد كبير من المسلمين مسؤولاً سياسياً واحداً على الأقل في السفارة الأمريكية يكون من ضمن وظائفه تقديم تقارير منتظمة عن جهود الدعوة الأجنبية وتأثيرها على المجتمعات المحلية.