الخليج الجديد-
تحول وسم يطالب بوجود قاعات للسينما في السعودية، إلى هجوم حاد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، من هذه المطالبات، واعتبروها «خدمة للشيطان».
«الشعب يريد صالات سينما»، وسم سعودي، بدأ بمطالبة من البعض بفتح صالات سينما بالمملكة، في إطار التحول الثقافي والاقتصادي الذي تشهده البلاد، إلا أنه سرعان متا تحول على هجوم عنيف على هذه المطالبات، متهمين المشاركين في الوسم بأدعياء الليبرالية.
الوسم الذي حصد أكثر من 75 ألف تغريدة في عدة ساعات، اقترح عقب انقلابه على أصحابه، في حالة الموافقة على إنشاء سينمات في المملكة، أن تكون دينية تعرض التاريخ الإسلامي، تحت إشراف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الداعين إلى إنشاء صالات السينما استندوا توقعات «سلطان البازعي» رئيس مجلس إدارة «الجمعية السعودية للثقافة والفنون»، الذي قال أمس، إن السينما في المملكة تتعرض لضغوط عدة من تيارات، وصفها بـ«المتطرفة فكرياً»؛ لمنع إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية؛ وعزا ذلك إلى أنهم «يعتقدون أننا نمهد للسماح بافتتاح دور السينما في المملكة».
وتوقع، في تصريحات لصحيفة «الحياة»، على هامش مهرجان «أفلام السعودية»، الذي اختتم فعالياته، مؤخرا، في مدينة الدمام، شرقي السعودية، «عودة قريبة لدور السينما، لافتا إلى أنها كانت موجودة في هذا البلد منذ زمن طويل، ولكنها توقفت خلال الأعوام الماضية».
وعزا تفاؤله إلى أن «القرار ليس في أيديهم (يقصد: «التيارات المتطرفة فكريا» حسب وصفه)، والوضع تغيّر الآن، ونظرة وفكر المجتمع تغيرت. وإننا لا نقف عند هذا الحد، وفكر المجتمع متطور، والإسلام أعطانا مساحة كبيرة للفكر والإبداع».
واعتبر إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية في السعودية «انتصاراً للإبداع والفكر»، لافتاً إلى أن المرحلة التي تعيشها المملكة، حالياً، تشهد «تحولاً حقيقياً، وهو فكر المجتمع السعودي بشكل عام، وهذا أمر طبيعي، ويتناسب مع المرحلة الحالية، وهذا عائد إلى ارتقاء المجتمع في تفكيره»، لافتاً إلى أن قضية السينما للمجتمع السعودي «قديمة ومتجددة».
حساب «فرسان الخليج»، أشار إلى أن السينما كانت منتشرة قديما، وكتب: «في الماضي كان يعلن بالصحف الرسمية على حفلات رأس السنة، وكانت السينما منتشرة بشكل عفوي بالحجاز».
«حسن المحامض»، كتب: «الفن والدراما تعتبر الترفيه الأول في جميع دول العالم، إذا أردنا تشجيع السياحة يجب إنشائها لإيقاف الهجرة السياحية»، وأضاف «رودشي طربان»: «اللي يقول حرام حرمت عيشتك.. وإذا سمحوا فيها لا أشوفك تطبها ولا تزاحمنا».
أما «مشعل الدهمشي»، غرد قائلا: «فلوسنا لازم تبقى في بلدنا، اللي يبغي السينما يقدر يحضر ويستمتع، واللي مو عاجبته الفكرة لا يدخل وخلصنا»، وأضافت «ريوم الرشيدي: «كل إنسان يبغى يعيش حياته.. نبغى سينما.. نبغى تشوف أفكار جديدة.. نبغا نعيش زي باقي الدول.. كل إنسان حر بحياته».
سينما دينية أو الرفض
«محمد العيان»، كان له رأي آخر في طبيعة شكل السينما التي يطالب بها الشعب، فكتب: «نعم الشعب يريد صالات سينما غير مختلطة، وتخصص للأفلام الدينية التي تحكي ماضي الأمة وواقعها، وما تطمح إليه، وتكون تحت إدارة وإشراف الهيئة».
ووافقه في الرأي «محمد البارقي»، وكتب: «لا بأس إذا كانت تلك الصالات فيها محاضرات دينية، وتفسير للقرآن، والسيرة النبوية، شيء يثلج الصدر، وثقافة دينيه للشباب».
أما وجهة نظر التي سيطرت على الوسم، فردت على هذه المطالبات، برفض وجود صالات سينما، فكتبت «سما الطريفي»: «لا تتكلموا باسم الشعب، ما عندكم شاشات ببيوتكم، أو كفتكم الشاشات عندكم.. هل هذا وقته.. هذي أكبر همومكم؟».
وكتب حساب «حرف راقي»: «شتان بين طلب الشعب وطلب بنو ليبرال، نحن نريد سكن، وتعليم مناسب، وتطوير الصحة، وهم يريدون سينما، وقيادة المرأة، وإلغاء الهيئة».
بينما كتب حساب «رسائل أنثوية»: «التوتير يفضح المتردية والنطيحة والخاسئين، وقمة السخف يتكلم بلسان الشعب.. قال سينما قال، ولا حتى قيادة سيارة»، وتابعت «فاتن الغامدي»: «التلفزيون موجود ومواقع عرض الأفلام موجودة، فلا حاجة للسينما وغيرها، يجب أن يكون الطموح أهم من هذه التفاهات يا تافهين».
وكتب «ضمير سعودي»: «لا يهتم الليبرالي بتوظيف العاطلين ولا إسكان المشرّدين.. الليبرالي هو عدو المواطن البسيط»، وأضافت «سارة آل وليد»: «الشعب يريد مراكز متخصصة لمرضى التوحد.. الشعب يريد وظائف.. الشعب يريد سكن وتأمين طبي.. الشعب يريد التطور قبل الترفيه».
وتابع «بدران»: «نبغي حلول للسكن، ووظائف للعاطلين والعاطلات، نبغي حلول للمرضى الله يشفيهم، وقفت ع السينما حط بورجكتر، وطفي اللمبات واستمتع»، واتفقت معه «شوق»، حين قالت: «حول صالة بيتك لصالة سينما، قفل الإضاءة وشغل البلازما، وحط فيلم انت تحبه».
وأضافت «أفنان»: «لا أرى السينما إلا خدمة للشيطان».
ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.
وكان مدير فرع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في مكة المكرمة، «أحمد الغامدي»، اقترح في تصريحات سابقة له إنشاء دور سينما مجاورة للمعالم الدينية والإسلامية في مكة، مثل: جبل ثور، وجبل النور، ومكان مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبئر طوى؛ بهدف تقديم معلومات تاريخية عن المعلم الديني قبل زيارته.