اعتمد المهرجان منذ نشأته على التركيز على الترويج للطبيعة المميزة التي حبا الله بها المحافظة من خلال موسم الخريف والذي يعد فصلاً استثنائياً مميزاً بكل المقاييس هذا إلى جانب ما تتميز به المحافظة من إرث تاريخي موغل في القدم يرجع إلى ما قبل الميلاد حيث كانت تشتهر بإنتاج أجود أنواع اللبان وبالعديد من الحضارات المعروفة الأمر الذي أكسب المحافظة شهرة تاريخية عظيمة وذلك لزيارة المآثر والمزارات التاريخية ومن هنا ظهرت الحاجة الماسة لإيجاد قالب ترويجي وسياحي للمحافظة، ومن هنا ولد مهرجان الخريف خلال عقد الثمانينات حيث بد أ بأنشطة فلكلورية بسيطة وبعض الفنون والرقصات الشعبية التي تقام في العديد من المواقع السياحية إضافة إلى الحفلات والأمسيات الشعرية والفنون التشكيلية الأخرى .
وفي عام 1996 م تمت إقامة ما ُسمي بمخيم أصدقاء البلدية حيث كان الهدف من إقامته استغلال الإمكانات المتوفرة خلال فصل الخريف لتنشيط السياحة وتوفير مكان ترفيهي للمواطنين والسياح على حد سواء، ثم تطورت الفكرة في عام 1998م كماً وكيفاً وشهدت نقلة نوعية حيث تحول هذا النشاط وهذه الفعاليات إلى موقع أرحب من الموقع السابق وأعيدت تسميته باسم (مهرجان خريف صلالة) حيث عكس هذا المهرجان الثقافة المحلية للمنطقة وفقاً لما يتماشى مع مفهوم وفكرة المسؤولين الطموحة للوصول إلى المستوى الإقليمي والعالمي على حد سواء وشهد عام 1999 نقلة نوعية أخرى مميزة للمهرجان من خلال تنوع فعالياته ومناشطه والاهتمام الإعلامي به الأمر الذي أدى إلى إنعاش الحركة السياحية بشكل ملحوظ وتواصلت الجهود إلى إبراز هذا المهرجان بالصورة المطلوبة حيث شهد عامي 2001-2000 تعزيز مركز البلدية الترفيهي بالعديد من الخدمات الأساسية وشهدت المهرجانات اللاحقة تنوعا ملفتا وجذابا لكافة فعاليات وأنشطة المهرجان هذا بالإضافة إلى توسيع الرقعة الجغرافية التي يشملها المهرجان وعدم اقتصاره فقط على مركز البلدية الترفيهي .
وشهد عام 2008م تغيير مسمى المهرجان من مهرجان خريف صلالة إلى مهرجان صلالة السياحي وتأتي هذه التسمية تأكيداً لما تحظى به محافظة ظفار من مقومات سياحية تؤهلها إلى أن تكون ضمن أهم المدن السياحية على خارطة السياحة الإقليمية في المنطقة وإعطاء مساحة أكبر للموروث الشعبي والتقليدي الذي تتمتع به المحافظة والتعريف بالإرث الحضاري للسلطنة بشكل عام وقد أعطى هذا التغير نقلة نوعية وشمولية أكبر للمهرجان من ارتباطه بموسم الخريف إلى مهرجان يهتم بجميع المواسم وسعي البلدية متواصل لتنويع وتنشيط الفعاليات المقامة على مركز البلدية الترفيهي طوال العام والاستفادة من المناسبات والاحتفاليات المختلفة.
عامر بن غانم الرواس- عمان اليوم-