ثقافة » نشاطات

عن السينما

في 2016/09/09

كان الناس في المنطقة الشرقية من بلادنا في خمسينيات القرن الماضي يُعتبرون من ذوي الحظ العظيم. لا لشيء إلا لكونهم يستطعيون مشاهدة السينما (المجمع اللغوي أطلق عليها دار الخيَالة). كانت شركة الزيت العربية الأميركية (اسمها آنذاك) أو مختصرها (أرامكو) تقدّم تسهيلات ترفيهية لموظفيها بعرض أفلام في مسارح مُهيأة لذلك. وحسب الدرجة الوظيفية لكن ما يُعرض هنا يُعاد عرضهُ هناك. وكانت وسيلة ترفيهية معتبرة يقضي فيها الناس ساعات مسائية بعد يوم حافل بالعمل.

إلى جانب هذا الحظ كانت هناك ميزة أخرى وهي استطاعة سكان الظهران والخبر الذهاب إلى البحرين في إجازة نهاية الأسبوع، ومشاهدة السينما، لدرجة حفظ المواقف المثيرة وسردها من الذاكرة لأصحابهم أو أهاليهم في مناطق أخرى من المملكة، إذا ذهبوا في إجازة.

والسينما في كل بلد يكثر الجدال حول بقائها وحضور وسائل ترفيه أخرى. وحتى الآن لم يتوصل أهل الجدل إلى قرار يقول الحقيقة المتوقعة.

فكل يوم وفي أكثر المواقع الفنية تظهر قائمة لأفضل الأفلام التي عُرضت خلال القرن الحالي وحتى الآن حيث إن هذا القرن يشكل مرحلةً فاصلة بين ماضي هذا الفن، ومستقبله المفعم بالإثارة، وذلك في ضوء ما تتسم به القائمة من تنوعٍ في طبيعة الأعمال، وتعدد جنسيات هذه الأعمال أيضاً

ومن جهة عصرنا الحاضر يكاد المراقبون يتفقون على أن مستوى الأعمال التي تقدمها هوليوود في تدنٍ، ومن قائل إن الموضوع أصبح تجاريا، وعلامات تجارية لا صلة لها بالفن الذي يذهب إليه في أُمسياته للمتعة والترويح.

ثم إن الجمل الحوارية باتت تُختزل إلى عبارات قصيرة وهمهمات، وتمتمات، ليصبح من الأيسر تصديرها إلى دول أخرى، بأقل قدر ممكن من الدبلجة. كما أن هناك تقارير أخرى تتحدث عن إغلاق دورٍ للسينما، وعن خسائر جسيمة للغاية تُمنى بها هذه الصناعة بسبب عمليات القرصنة، وعن أن التلفزيون يقدم أعمالاً أكثر تطوراً من حيث الحبكة، من تلك التي تقدمها السينما؛ الأكثر ضخامة والأبطأ فهماً في الوقت نفسه.

وقرأتُ أبياتا نبطية من كلمات شاعرة سعودية، لا أعلم إذا كانت تسمح بذكر اسمها، لكنها أبيات ماتعة، هاكم بعضاً من أبياتها:

الله يـمـنـعـكـم مـن الـسـو والــنـار**يا مانـعيـن الـسينما عن بلدنا

وحنا لـنا فاحسن وطن ربنا اختار**أطهر بقاع الارض هذا بلدنا

وعاداتنا من يكرم الضيف والجار**واجـدادنـا واحفادنا من بعدنا

ما يجتمع في صفنا حزب الاشرار**ما دام عـنـهم فالطريق ابتعدنا

واللّه مـا نـرضى خـطـا كـل جـبار**ول انقبل الظالم ولو من جسدنا

وربي علينا ارحم من الوالد البـار**لو كان قصرنا على الخير عدنا

وخـتـامـها شكـرا لـعـلام الاسرار**أعـداد مـا صـلوا ومـا له سجدنا

عبدالعزيز المحمد الذكير- الرياض السعودية-