ثقافة » نشاطات

انقسام سعودي جديد حول وسم «السينما مطلبنا»

في 2016/11/22

عاد الجدل من جديد بين المغردين السعوديين، حول وسم يطالب بإنشاء قاعات للسينما في المملكة.

الوسم الذي حمل اسم «السينما مطلبنا»، واحتل المرتبة الأولى بين الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، شهد جدلا واسعا بين مؤيد للفكرة وداعيا لها ومدافعا عنها، وبين من يري أن هناك ما هو أولى من السينمات لابد أن يتم إنجازه في المملكة.

أما الفريق الثالث بين المغردين، فاعتبر أن السينما لا تتناسب مع تعاليم ديننا، وأن هناك بدائل كثيرة حايلا يمكن أن تحل محل السينما

مؤيديون

البداية مع مطلقي الوسم المؤيدين للفكرة، وقال «محمد الخميس»: «ما المانع إن كانت بتحفظ مع تنقية المعروض من بعض المشاهد المخلة مثل ما يفعل في بعض دول الخليج».

وأضاف «مشاري الغامدي»: «السينما عمرها فوق ١٢٠ سنه تقريباً.. للأمانة شي يفشل ويسود الوجه اننا نطالب بها بالوقت اللي صارت السينما شي أثري بالعالم».

وتابعت «ليان»: «عند وجود السينما ليس الجميع مجبور على الذهاب.. مع إني أوقن أن 99% بيخلصون التذاكر عنا يوم الإفتتاح».

وبرر «جوعان هرج»، مطالبهم بالقول: «ياخي من جد نبغى سينمات.. mbc2 تجيب افلام قديمة.. وروتانا سينما تجيب أفلام أبيض وأسود من سنة جدي.. طفشنا يا خي.. يا وزير الترفية تكفى».

فيما قال «إبراهيم»: «كم لنا ونحن نطالب؟.. لا حياة لمن تنادي.. يارب يسمحون لنا تعبنا وحنى نشاهد بالجوالات والكمبيوتر».

وأضاف «سلطان القصير»: «ليست السينما غاية فالبدائل لها كثيرة.. الغاية هي صناعة مواهب فنية من كتاب ومخرجين وممثلين لتقديم أعمال فنية مؤثرة تقدم رسالة».

وتابعت «سويل»: «فيها مصلحة لنا يرتفع الاقتصاد عندنا.. بدال ما نرفعها بدبي والبحرين.. كل فلوسنا عندهم.. ومصلحة لعيالنا يعني بدال الدشره برا البلد».

بينما طالبت «بنان الخولي»، بالقول: «نطالب بالحياة الطبيعية زي أي شعب في العالم، وبما إن أغلب السعودين بيسافرو عشان السينما فليش اللف والدوران».

وتوقع «عبد الرحمن التويجري»، قائلا: «توقعاتي السينما قادمة وقريبة جداً.. ترقبوها في جدة وبعدها الرياض».

أولويات

مغردون آخرون، قالوا إن هناك ما هو أولى من السينمات، فكتب «محمد العبداللطيف»: «بعيدًا عن الحكم الشرعي، عجبي لا يكاد ينقطع من توقيت المطلب، حروب ومتغيرات تستدعي الإهتمام بالأولويات والأساسيات».

وأضاف «خالد القحطاني»: «مواطن يطالب بسكن، مواطن يطالب بوظيفة، مواطن يطالب بمكافحة الفساد، وتافه يطالب بسينما».

وتابعت «أم نواف»: «أخ لو يسمعون مني بس.. ما نبغى سينما.. فيه مطالب أفضل وأولي من هالمطلب.. نبغى رواتب لربات البيوت.. نبغي بيوت مأثثه للمطلقات والأرامل».

معارضون

أما المعارضون، فاعتبروها إما أنها لا تتناسب مع القيم والتقاليد السعودية، أو أن هناك بديلا لها، فكتب «عبدالعزيز بن عبدالله»: «ليش سينما وخرابيط، أنتم ماودكم بالسينما ودكم بالاختلاط بس كلن يتابع في بيته وبجواله».

واستطردت الناشطة «فاطمة لؤي باعمر»: «من ابتلى بها يستطيع مشاهدتها بالقنوات أو بالأجهزة الحديثة مع ميزة اختيار الفيلم فلماذا إذ المطالبة بقاعات.. هل هي معاندة للشريعة».

وأضاف «مناع الروقي»: «شغل تلفزيونك على وضعية السينما.. وطفي أنوار غرفتك بالكامل.. وعيش رفاهيتك في بيتك.. واشرب وحلي ببلاش».

وتابع «تركي الخرج»: «أي شي فيه وناسه للشعب السعودي.. ولا فيه غضب من ربنا نبغاه وكثروا منه.. وعلى فكره ترى الـTV سينما صغيره خلونا واقعيين».

بينما قال «خالد بن معتز»: «المسألة ليست ارتجال أو تخيلات عجيبة.. ولا ضحك على دقون الناس.. باختصار السينما لا تتلائم أبدا مع ديننا وتعاليمنا وحياتنا التي نعيشه».

وأضافت «سخا»: «وش عليك.. عندك بيت وسيارة ومدارس خاصة وتسافر صيف وتكشت شتاء.. عشان كذا ما ناقصك إلا سينما.. وإن كنت اعتقد انك لديك سينما منزلية».

فكرة مؤجلة

وسبق أن طرحت الفكرة منذ العام الماضي، وقال «حمزة الغبيشي»، مدير تنظيم الإعلام المرئي والمسموع بهيئة الإعلام المرئي والمسموع (فرع مكة) في 2014، إن «السينما في السعودية قادمة في ظل دراسة جادة تتم خلال الفترة الحالية لعدد من العروض التي تقدم بها مستثمرون لإنشاء صالات سينما داخل المملكة».

إلا أن السعودية نفت رسميا تقدم أي من المستثمرين بشكل رسمي بشأن إنشاء دور سينما.

وقال كتاب وشيوخ أن دور العرض السينمائية ستشكل مناطق جذب للشباب والأسرة السعودية، بدلا من للسفر لدول مجاورة (البحرين) لدخول السينما، فيما تحدث آخرون عن شرورها وأضرار تجمع الشباب في مناطق السينمات حسبما يظهر في أخبار دول أخري.

ويقول مغردون وكتاب سعوديون أن قرابة 200 ألف مسافر سعودي يعبرون الجسر الواصل بين السعودية والبحرين في المناسبات المختلفة خاصة الأعياد لحضور أفلام السينيمات المعروضة في البحرين لعدم وجود دور عرض في السعودية، وأنه كثيرا ما ترفع لافتة «نفذت تذاكر السينما» في جميع صالات سينما البحرين خلال أيام العيد بسبب السعوديين.

وسبق أن نشرت صحيفة بحرينية خبرا يؤكد أن «مبيعات دور السينما في البحرين تجاوزت حاجز 50 ألف تذكرة خلال أول يومين فقط من أيام العيد ونصيب السعوديين منها ما يقارب 95%»، واعتبر نشطاء أن هذا يعني أن 95% من المجتمع السعودي يريد إنشاء دور للسينما، خاصة بعد ظهور أفلام سعودية ومشاركتها في مهرجانات دولية.

وأضاف الكتاب أنه حتي لو تم السماح بالسينما فإن اختيار أفلامها سيكون بدقة خصوصاً في المرحلة الأولى من عروض الأفلام، وأنها قد لا تقتصر علي السينما السعودية والعربية وإنما تشمل أفلام السينما الأمريكية والأوربية، مع رقابة مشددة وحذف كثير.

السينما في السعودية

وكان أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفون الغربيون في شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي تحول اسمها إلى شركة «أرامكو»، وذلك في في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى فترة بداية السبعينيات.

خلال السبعينات حدث تطور مهم، فبعد أن كانت دور العرض السينمائية مقتصرة على الموظفين الغربيين في شركة «أرامكو» في تجمعاتهم السكنية الخاصة في السعودية، أصبحت متاحة للمواطنين السعوديين، ثم تحولت الصالات السينمائية إلي الأندية الرياضية السعودية على وجه التحديد، وكان عرضا عشوائيا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.

وخلال فترة بداية الثمانينات وبعد شهرين من أحداث الحرم المكي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لاحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة متطرفة.

وحاليا لا يوجد دور عرض سينمائية في السعودية ولكن توجد دور عرض سينمائية خاصة بالموظفين الغربيين في شركة أرامكو في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم الموجودة منذ الثلاثينيات الميلادية، وتقوم بعض مقرات الأندية الأدبية والثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام.

ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول  محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.

وكان رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية «أحمد الخطيب»، قال في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن السينما تعتبر من الترفيه ومشروعها تحت النظر، ولكنها حتى الآن ممنوعة ولم يتخذ قرار بشأنها.

وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس إدارة «الجمعية السعودية للثقافة والفنون» (حكومية)، «سلطان البازعي»، إن السينما في المملكة تتعرض لضغوط عدة من تيارات، وصفها بـ«المتطرفة فكرياً»؛ لمنع إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية؛ وعزا ذلك إلى أنهم «يعتقدون أننا نمهد للسماح بافتتاح دور السينما في المملكة».

لكنه توقع، «عودة قريبة لدور السينما، لافتا إلى أنها كانت موجودة في هذا البلد منذ زمن طويل، ولكنها توقفت خلال الأعوام الماضية».

وعزا تفاؤله إلى أن «القرار ليس في أيديهم (يقصد: «التيارات المتطرفة فكريا» حسب وصفه)، والوضع تغيّر الآن، ونظرة وفكر المجتمع تغيرت. وإننا لا نقف عند هذا الحد، وفكر المجتمع متطور، والإسلام أعطانا مساحة كبيرة للفكر والإبداع».

واعتبر إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية في السعودية «انتصاراً للإبداع والفكر»، لافتاً إلى أن المرحلة التي تعيشها المملكة، حالياً، تشهد «تحولاً حقيقياً، وهو فكر المجتمع السعودي بشكل عام، وهذا أمر طبيعي، ويتناسب مع المرحلة الحالية، وهذا عائد إلى ارتقاء المجتمع في تفكيره»، لافتاً إلى أن قضية السينما للمجتمع السعودي «قديمة ومتجددة».

وكان مدير فرع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في مكة المكرمة (غربي السعودية) سابقًا،  «أحمد الغامدي»، اقترح في تصريحات سابقة له إنشاء دور سينما مجاورة للمعالم الدينية والإسلامية في مكة، مثل: جبل ثور، وجبل النور، ومكان مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبئر طوى؛ بهدف تقديم معلومات تاريخية عن المعلم الديني قبل زيارته.

تويتر-