ثقافة » نشاطات

حرب تغريدات بين «الغذامي» ووزارة الإعلام تنتهي بانتصار الأديب السعودي

في 2016/11/29

حرب تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، انتصر فيها الكاتب والأديب السعودي «عبد الله الغذامي»، على وزارة الثقافة والإعلام، بعدما أحرجت الأخيرة أمام تغريدات الأديب السعودي، وأعلن المغردون تضامنهم معه.

وكانت تغريدة الدكتور «الغذامي» حول الدعوات لمؤتمر الأدباء الخامس الذي انطلق أمس الأحد، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أثارت حفيظة الحساب الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام في موقع التواصل «تويتر»، التي ردت عليه ولكن دون جدوى.

البداية، عندما اتهم «الغذامي» في تغريدته له وزارة الثقافة والإعلام «باستبعاد أدباء ومفكرين من دعوات الوزارة للمشاركة في المؤتمر»، وقال إنه تلقى معلومات مؤكدة عن سقوط أسماء انتقدت وزير الثقافة والإعلام الدكتور «عادل الطريفي» من الحضور والمشاركة.

وكتب «الغذامي» على حسابه بـ«تويتر»: «تلقيت في اليومين الماضيين مكالمات يقولون: كل من نقد عادل الطريفي تم استبعاده عن مؤتمر الأدباء.. شاطر يا عادل.. شاطر، عندكم إياهم».

تغريدة «الغذامي»، رد عليها حساب الوزارة، معلقا بعد ساعات: «سعادتكم على قائمة الدعوات لكبار المثقفين، وسبق أن أرسل خطاب رسمي بالدعوة، وسيتواصل معاكم المنظمين للتأكد من عدم وصول الدعوة».

قبل أن يعيد ويكتب «الغذامي»، تغريدة أخرى، قال فيها: «الساعة 1.40 ظهرا.. آلو، معك... من مكتب... وزير الثقافة والإعلام.. عندنا لكم دعوة لقيناها متأخرة في المكتب.. نبي نرسلها لسعادتكم.. خلها عندك...».

«الغذامي» عاد مجددا عبر حسابه وكتب تغريدة موضحا: «تغريدتي تلك ليست عن سعادتي ‏وليست أمرا شخصيا، ‏وأنتم لم تتواصلوا معي قط، فقط حركتكم التغريدة ..‏عليكم بمن تجاهلتموهم غيري.. ‏أما أنا فلا تعنونني بحال».

أخطاء لغوية

إلا أن المغردين، كان لهم رأي آخر في هذا السجال، حينما كشفوا أن التغريدة التي كتبها حساب وزارة الثقافة والإعلام، مليئة بالأخطاء اللغوية، مما أثار سخريتهم، فكتب «عوض الشهري»: «هذه التغريدة تصلح كسؤال لمعلمي اللغة العربية.. أذكر ثلاثة أخطاء نحوية ولغوية من هذه التغريدة؟».

وأضاف «سعود الرفدي»: «تغريدة الوزارة فضيحة مكتملة الأركان: إهانة للدكتور الغذامي + أخطاء نحوية + تشكيك في صدقه + تصنيف المثقفين إلى كبار».

فيما غرد «عبدالله الشمري»، قائلا: «من يكتب للثقافة والإعلام؟، من يصحح لهم السطر الثالث؟ ليتهم قالوا: لإيصال الدعوة».

واستغرب «أحمد المعارك» من الأسلوب الركيك للتغريدة، وكتب: «يتواصلون ليتأكدوا من عدم وصول الدعوة! شر البلية ما يضحك».

لم يقتصر الأمر عند الهجوم على الوزارة بسبب اخطاء التغردية فحسب، بل زاد وأعلن مثقفون تضامنهم مع «الغذامي»، فكتب الصحفي «ابراهيم المالك»: «لوكان أهل الأدب والثقافة يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد، لقاطعوا المؤتمر ولا يحضر منهم أحداً.. وقتها سيتعلم المنظمون من الدرس».

فيما رد الدكتور «علي بن أحمد الرباعي»، قائلا: «لم نسمع بمؤتمر أدبي على مستوى المملكة يتم اختيار الحضور له بدعوات خاصة.. فالوطن ليس شركة مساهمة».

فيما قال الدكتور «عبد العزيز العمري»: «هل يمكن احتواء الأدب والثقافة ورجالها تحت عباءة رجل واحد.. ينتقي ما ومن يشاء الأدب أكبر من الأشخاص وأكبر من التسلط.. والمناصب زائلة».

كما كتب «زيد التمياط»: «رفضك للدعوة دليل قاطع على أن المثقف أرقى من الحركة الثقافية ككل في البلد.. وأنها ليست في أيد أمينة، هم بلا شك خسروا ونحن كسبناك».

وأضاف «فهد العميري»: «عز نفسك تجدها، ووجدتها يا دكتور».

فيما استغرب الإعلامي «عبدالله الفقيّر»، أن تعتمد الوزارة حتى اليوم على الدعوات المكتوبة، وقال: «من مبدأ الثقافة والتطور، أن ترتقي الدعوات من ورقة بظرف موقعة من معاليه، إلى إيميل يصل بطرفة عين يلغي الروتين ونسينا وما درينا».

بينما وجه عدد من المغردين عتاباً لـ«الغذامي» بقولهم، إنه كان من الأجدر به أن يتصل بالوزير «الطريفي» بدلا من إطلاق هذه تصريحات كونه يحظى بمكانة عالية لدى الوزارة.

كما تلقى «الغذامي» عتابا آخر، لاستخدامه كلمة «شاطر» في تغريدته كونها لها معنى سيئ في اللغة العربية، إلا أن الأديب السعودي رد قائلا إنها «تفهم في سياق المعنى».

وانطلقت مساء أمس، فعاليات «مؤتمر الأدباء السعوديين» الخامس، والذي من المقرر أن يتم تكريم فيه 3 مؤسسات و14 أديباً وشاعراً، فيما وضعت وزارة الثقافة والاعلام المشرفة على المؤتمر 66 ورقة بحثية خلال المؤتمر الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل.

خلافات قديمة

يشار إلى أنه في اغسطس/ آب الماضي، هاجم «الغذامي»، وغيره من المثقفين في المملكة، الوزير «الطريفي»، بعد تداول مغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مقطع فيديو خاص بـ«الطريفي»، وهو يلقي أبياتاً من الشعر تتشابه مع أخرى لأمير الشعراء الراحل «أحمد شوقي»، بما يتجاوز توارد الأفكار، أو حتى توارد المعاني والألفاظ معاً.

وكانت أبيات «الطريفي» تمدح أمير منطقة مكة المكرمة «خالد الفيصل»، فيما كانت أبيات شوقي تمتدح آثار أسوان، ويظهر التشابه بين أبيات فيديو «الطريفي»، التي ألقاها في احتفالية بسوق «عكاظ» وأبيات «شوقي» واضحاً، مما دعى مغردين إلى اتهامه بالسرقة.

وحينها شن مغردون هجوما على «الطريفي»، وطالبوا بإقالته.

وفيما التزم «الطريفي» الصمت، دخل الكاتب السعودي «الغذامي» على الخط، موجّهاً إلى الوزير المتهم بتجاهل الرأي العام دائماً أسئلة عبر «تويتر»، من بينها استفسار عن كيفية سكوت وزير مسؤول عن حماية حقوق الملكية الفكرية عن اتهام مماثل؟.

وشدّد الكاتب «الغذامي» على أنّ ما حدث «انتزاع متعمّد، وليس عملاً أدبياً، ولا أرى له وجهاً علمياً».

وفي ظل هذه التطوّرات، زادت سخونة القضية، وطال النقاش الافتراضي الذي استمر لأكثر من 24 ساعة.

إلا أنّ كل هذا الجدل لم يدفع «الطريفي» إلى إصدار موقف رسمي، وبات واضحاً أنّه يسعى إلى دفن الواقعة لتلحق بصاحب القصيدة الأصلية الذي توفي في عام 1932.

يشار إلى أن أمير الشعراء، ألقى القصيدة الأصلية، ردًا على الرئيس الأمريكي «تيودور روزفلت»، الذي زار مصر عام 1910، وهاجم الإسلام وأساء إلى القاهرة، فانتهز «شوقي» زيارة «روزفلت» لمعابد فيلة بالأقصر، جنوبي البلاد، وأنشد أبيات القصيدة، ليعطي «روزفلت» درسًا في احترام مصر صاحبة التاريخ الممتد لآلاف السنوات.

وعقب ذلك، بأيام، شن «الغذامي»، هجوما جديدا على «الطريفي»، عندما أثير قرار منع الكاتب والناقد السعودي «حسين بافقيه»، عن الكتابة بسبب انتقاده الطريفي، على خلفية قصيدة «شوقي».

وحينها شن «الغذامي»، هجوما بالقول: «إن صح إيقاف بافقيه بسبب نقده للطريفي، فهي كارثة ثقافية ومهنية».

وطالب «الغذامي» في تغريدة أخرى وزارة الثقافة والاعلام بإصدار بيان يثبت أو ينفي إيقاف «بافقيه» عن الكتابة بحجة نقده للوزير، وأضاف: «هذا الطريفي مخيف أو محصن عن النقد، قبله نقدنا إياد مدني، وعبد العزيز خوجه (وزيران أٍسبقان للاعلام) ونشروا نقدنا، أما هذا!!!».

يشار إلى أن وسما سعوديا بعنوان «إقالة عادل الطريفي مطلب شعب»، حقق معدلات مشاركة مرتفعة، في يوليو/ تموز الماضي، احتجاجا على تطاول «الطريفي» على رئيس تحرير صحيفة يومية، كان ضمن الوفد الإعلامي المرافق لولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» خلال زيارته الطويلة إلى الولايات المتحدة، والتي شهدت سلسلة كبيرة من الأنشطة واللقاءات.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، طالب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي الملك «سلمان بن عبد العزيز» بالتدخل وإصدار أمر ملكي بإقالة «الطريفي» و«جاسر الجاسر» مدير قناة «الإخبارية»، وذلك علي خلفية استضافة القناة السعودية الحكومية لـ«نصير العمري» الباحث الأردني المقيم بأمريكا، وهو الذي يهاجم السعودية، والملك «سلمان» باستمرار، ويناصر إيران.

تويتر-