ثقافة » نشاطات

مثقفون سعوديون يتخوفون من طغيان الرقابة على معرض الرياض للكتاب

في 2017/03/06

أبدى عدد من المثقفين والمؤلفين السعوديين المشاركين في معرض الرياض للكتاب (من 8 حتى 18 من مارس/أذار الحالي)، تحفظهم على الرقابة الاعتباطية. مؤملين أن تكتفي لجنة المطبوعات برقابتها الأولية على الكتب وقت قدومها إلى المطارات أو المنافذ دون فتح باب الاجتهاد لأي «محتسب» ليعكّر صفو عرس ثقافي سنوي بوصفهم. مؤكدين أنهم يقفون مع الجهات الرقابية في منع كل ما تثبت إساءته من كتب أو مؤلفات تنال من الثوابت الوطنية المجمع عليها.

ويرى الكاتب «عبد العزيز خزام» أن الأمم والشعوب تخطو دوماً إلى الأمام، وتحقق تراكمية سامية بمرور الوقت وتكرار التجارب. واصفاً المرحلة الحالية في المملكة بالاستشرافية والمتسمة بفتح النوافذ والتسامح وتجاوز العقليات التقليدية التي لا تفرق بين ما هو نافع وما هو ضار.

وعدّ «خزام تطاول بعض «المحتسبين» على المؤلفات بذريعة الغيرة على الدين تصرفاً اعتباطياً لا معنى له، وتطلع إلى أن تكون الرقابة في مستوى ما تصبو إليه المملكة من تحقيق رؤية 2030،  كون الدولة مؤمنة بالنخب وأنها بلغت مستوى النضج في حفاظها على مقومات بقائها، بحسب «عكاظ».

فيما قال الروائي «عمرو العامري»: «مما يؤسف له أن يُنسب البعض للمؤلفات أنها ضد القيم والثوابت في حين أن ضابط القيم والثوابت فضفاض ويمكن أن يحمّله البعض ما لا يحتمل من التأويلات».

وتطلع «العامري» إلى أن تتجاوز الرقابة على الكتب صورة (البعبع) كون الوطن حقا مشتركا للجميع، والمثقف المنتمي أحرص الناس على وطنه كما يرى.

 مشيراً إلى أن المؤلف والناشر لا يطمحان إلى إساءة أو إثارة جدل قدر ما يطمحان إلى تسويق منتج لقراء بعيداً عن أي إثارة.

ومدح الشاعر «عبدالرحمن موكلي» تصريح مسؤولي المعرض عن الرقابة عن باب سد الذرائع إذ من الصعوبة بمكان رصد كل واردة للمعرض وإخضاعها للرقابة.

ويقف «موكلي» مع الرقابة في منع كل ما يسيء عملياً إلى لدين ثم الوطن إلا أن الاجتهادات المُبالغ فيها تخل بمفهوم معرض كتاب بما يحمله من دلالات الوعي والحرية والانفتاح على الآخر.

ومن جانبه أكد مسؤول إداري في معرض الرياض للكتاب أن كل كتاب يخالف العقيدة الإسلامية، والثوابت الوطنية، وما قد يخلّ بالأمن، ستتم مصادرته وربما تصل الأمور إلى إغلاق جناح الدار دون تهاون.

وشهد ت الدورة الماضية للمعرض غياب بعض دور النشر منها «دار الجمل»، و«فراديس» فيما غابت كتب «طارق السويدان»، و«عزمي بشارة» الذي سحبت جميع كتبه، فيما تم سحب كتاب «في معنى العروبة» ورواية «مجاعة» لـ«جابر مدخلي».

واضيف إلى الكتب الممنوعة كتاب «الثورة» للمصري «وائل غنيم»، وكتاب «تاريخ الحجاب»، وكتاب «الأنوثة الإسلامية»، ودواوين الشاعر «بدر شاكر السياب»، وكذلك الشاعر العراقي «عبد الوهاب البياتي»، ودواوين الشاعرين الفلسطينيين الراحلين «معين بسيسو»، و«محمود درويش» كونه اعترض عليها «محتسبون» بوصف ما حوته من عبارات زندقة وكفر وإلحاد بحسب وصفهم.

ومن الكتب المحظورة روايات «عبد الرحمن منيف»، وكتب «عبدالله القصيمي» خصوصاً كتابه «هذي هي الأغلال»، إضافة إلى كتب «نوال السعداوي»، و«نصر حامد أبوزيد»، و«سيد القمني»، و«عيد ورداني»، و«خليل عبدالكريم»، إضافة إلى كتب السحر والشعوذة. ولفت المسؤول الإداري إلى أن دور النشر على اطلاع كبير بالكتب وأسماء المؤلفين الممنوع ترويجها في المعرض.

عكاظ السعودية-