أثارت عروض الأفلام في مهرجان أفلام السعودية في دورته الرابعة الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وانطلق الإثنين الماضي، وبدأ أول من أمس بـ18 فيلما إضافة لـ8 أفلام في الهواء الطلق، العديد من التساؤلات حول مصطلح «سقف الحرية»، جاءت على نحو هل يوجد سقف حرية لدى صنّاع الأفلام السعوديين؟ وهل هذا السقف -إن وجد- عائق لتقدم الفيلم السعودي؟ أليس صانع الفيلم هو نفسه من يرفع سقف حريته فوق رأسه؟ ثم هذا ما يجب عليه أن يفعله لكي يناسب منتجه الثقافي المجتمع الموجه إليه؟ إذ كثيرا ما نسمع عن تدني سقف الحرية في الأفلام السعودية، وقد تكون أشبه بشماعة يعلق عليها بعضهم تدني مستوى وكم الأفلام، والسؤال هو: هل نحن جاهزون لسقف حرية عال بلا قيود؟
قضايا جريئة
جاءت بعض العروض جريئة لتقدم صورة عن مساحات «سقف الحرية»، ومن بينها فيلم «واحد» من إخراج حيدر الناصر، والذي تمحورت قصته حول المعاناة التي نعيشها بسبب العنصرية المذهبية، وقضية الفيلم عولجت بشكل جريء إلى حد قد يوقع المشتكين من سقف الحرية في موضع الدفاع، كذلك يمكن القول عن فيلم «فتاة داعش» للمخرج عبدالمحسن المطيري، الذي تدور أحداثه حول فتاة عربية تقوم بمغامرة لإنقاذ صديقتها التي اختطفها تنظيم داعش الإرهابي، كذلك الفيلم الوثائقي «جليد» الذي يحكي قصة أول سعوديين يغوصان في القطب الشمالي المتجمد وأحدهما سيدة، وفيلم «مزبن» للمخرج عبدالرحمن جراش الذي سلّط الضوء بجرأة لها طابعها الخاص على «خبايا» أبناء عائلة واحدة تُفضح جميعها في غرفة جدتهم.
سقف دافع للإبداع
محمد سلمان مخرج فيلم «ثوب العرس» المشارك في المهرجان، علق بأن مصطلح «سقف الحرية» يجب أن يكون بوجدان كل صانع أفلام يضعه هو بنفسه، سقف يراعي فيه ذائقة المشاهد وعادته وتقاليده. وأضاف «الإبداع الصادق لا يعرف شكلا واحدا ولا يتطلب أكثر مما يسمح به أي مجتمع على وجه الأرض مهما كان متحفظا، فلا يوجد سقف يحد الجمال، لكن مربط الفرس هو مقدار إبداع صانع الأفلام نفسه. أما الممثل يعقوب الفرحان فقد علّق بأن وجود سقف حرية ما هو إلا دافع وتحد لتقديم أجمل الفنون، فما أعظم الإبداع الذي يكون ذكيا بما يكفي لخدمة مجتمعه وتطوير رؤيته. وأضاف»عدم توافر صالات سينما عائق كبير، لأن وجودها يدفع عجلة الإنتاج، ونحن في المملكة العربية السعودية نعتبر أمة كبيرة، ووجود الصالات سيجلب المستثمرين الذي بقصد أو بدون قصد سيرتقون بمستوى صنّاع الأفلام«.
حدود الثقافة
الفنان سعد خضر، الشخصية المكرمة للدورة الرابعة للمهرجان، يرى بأن ما لا يناسب المجتمع لا يعتبر ضروري الطرح، وأضاف»بيني وبين نفسي أقرأ وأنفذ أعمالا بأجرأ حد ممكن، لكن هذا يقتصر على نفسي، فعندما أعمل للتلفزيون أو للسينما المصرية، لم أكن أتخطى حدود ثقافتهم التي يمكن لها أن تقنعهم. الجرأة التي لا ضرورة لها تفسد العمل الفني ومسيرته وقد تقف عائقا في طريقه«، ويتوافق معه محمد سلمان الذي أشار إلى أن»العائق الوحيد الذي يمكنه أن يعيق صنّاع الأفلام هو إيقاف عروض الأفلام أو عزوف الجمهور عنها، فالمهرجانات منصة مهمة وداعمة بكل المقاييس».
الوطن السعودية-