سألتُ أحد العاملين العرب في تأجير (الدبابات) بجوار خيمته أسفل (القِدِّية) هل تعلم عن مشروع الترفيه القادم لهذه المنطقة؟.. فقال: والله سمعنا بالخبر، وفيه ناس كثير جاءت هنا من يومين ومصورين، بس مش عارف احنا حنبقى هنا، والا ممنوع نروح لمكان ثاني.. اختزلت لي هذه الإجابة (البريئة والعفوية) من هذا العامل البسيط خوفه على مستقبله ومصدر رزقه اليومي، مما يؤكد أنَّ الترفيه لم يعد اختيارياً في حياتنا، بل هو حاجة اجتماعية واقتصادية مُلحة، وفق رؤية طموحة لمُستقبلٍ مُشرق.
وجه منطقة (القِدِّية) التي تصدرت نشرات الأخبار المحلية والعربية والعالمية في اليومين الماضيين -تغيَّر- مُنذ أن أعلن سمو ولي ولي العهد إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، لتكون هذه المنطقة بعد هذا الإعلان المُبارك على أعتاب (عصرٍ جديد) سيجعل منها ومن الرياض العاصمة وجهة للباحثين عن الترفيه والمتعة، وهي من الخطوات العملية والجادة لصندوق الاستثمارات العامة لخلق مشاريع جاذبة اقتصادياً (للمُستثمرين العالميين)، ومُحقِقَة للتوسع في المشاريع المحلية تأكيداً لرؤية المملكة 2030 بما يدعم اقتصادنا الوطني، ويفيد المواطن العامل والباحث عن المتعة في ذات الوقت من خلال الفُرص الوظيفية الواعدة التي سيوفرها المشروع في مرحلة الإنشاء وما بعد التشغيل.
قصة (القِدِّية) ليست سوى إحدى صفحات (المعالم السعودية) التي يُمكننا توظيفها واستثمارها في طريق إعادة صياغة احتياجاتنا الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية، بمشاريع ومنصات تضمن (إسعاد) السعوديين وزوارهم من الباحثين عن الترفيه، بما يُساعد في جلب رؤوس الأموال الاستثمارية العالمية، فضلاً عن الحفاظ على أموال السائح السعودي المُهدَّرة في الخارج وإعادة ضخها محلياً، لتكون رافداً مهماً في الاقتصاد السعودي، ودافعةً لعجلة التنمية الوطنية، وهي صفحات (مُبشرة) علينا الترحيب بخطوات تحقيقها بالكثير من التفاؤل.
إن كان هذا (العامل البسيط) يخشى على مشروعه الترفيهي المتواضع، فكيف لنا -ألا نعتبر- ونستثمر الكثير من الفُرص السانحة لمشاريع مُستقبلية ضخمة وعملاقة على غرار (حُلم) القِدِّية الترفيهي القادم؟!.
فهد بن جليد- الجزيرة السعودية-