أكثر من نصف مليار ريال -150 مليون دولار- دخل صالات السينما سنوياً في الإمارات العربية المتحدة، وعائدات صناعة السينما في العالم العربي أكثر من 2 مليار ريال -500 مليون دولار- سنوياً، أرقام كبيرة بطبيعة الحال حسب تقرير نادي دبي للصحافة مؤخراً، مع الأخذ بالاعتبار أن أغلبية الدول العربية انخفضت فيها عائدات هذه الصناعة بسبب الأحداث السياسية أو الاقتصادية التي مرت بها.
ولكن ما علاقتنا بهذه الأرقام الكبيرة لهذه الصناعة المهمة؟. الكثير يعتبرون أن النسبة الكبيرة من رواد صالات السينما في الإمارات والبحرين والكويت هم من السعوديين، وأن هناك نوع من السياحة السينمائية غير موجودة إلا عند أهل السعودية، وهي بمعناها المبسط السفر من أجل حضور فيلم سينمائي والاستمتاع بأجوائه العائلية بصورة راقية.
البعض يقصر مفهومه حول السينما كونها فقط مشاهدة فيلم، يمكنه أن يشاهده في المنزل مع كثرة القنوات وأساليب مشاهدة أحدث الأفلام عبر الإنترنت، ويتناسى هؤلاء أن السينما هي صناعة بحد ذاتها، فهي ذات مردود ثقافي واقتصادي ولها تأثير اجتماعي بصورة إيجابية، فهي تستقطب آلاف العاملين، وتتيح الفرص للمبدعين والمفكرين والأدباء بصورة احترافية وذات بُعد مختلف في تفاصيلها.
الأرقام التي ذكرتها في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعيشها أكثر الدول تدل على أهمية هذه الصناعة، فكيف سيكون حجم هذه الصناعة لو كانت بيننا، ستكون بلا شك نقلة اقتصادية ثقافية مهمة، لا يجب علينا الارتكاز لمن يحاربون هذه الصناعة بنظرة ضيقة ويعتبرون أن فساد المجتمع يكمن فيها كما اعتدنا على هذه الأسطوانة منذ عقود.
أنا هنا استعرض أرقاماً موجزة لصناعة مهمة لدينا، يسافر الكثيرون للاستمتاع بها، حتى أن أحد الأخوة الإعلاميين وبدون مبالغة ذكر لي أن النصيب الأكبر من دخل صالات السينما خصوصاً في الخليج من السعودية، وهذه حقيقة لا نختلف حولها.
أخيراً لابد أن نشير إلى أن التقرير أشار للحجم الكبير للسوق السعودي إعلامياً من تلفزيون وإذاعة وصحف ويويتوب وغيرها، وطبعاً دون الصناعة الأهم وهي السينما، حيث وصل حجم هذه السوق إلى -3400 مليون دولار- وعليكم ضرب هذا المبلغ في 3.75 ودون حتى التفكير لو كانت السينما موجودة كم سيكون المبلغ بالريال!.
محمد الرشيدي- الرياض السعودية-