لماذا يستفزهم؟ لماذا يغضبهم؟ لو أنه قال كذا بدلا من كذا! لو أنه خصص لهم فعاليات تهمهم، لو.. لو.. لو...، والحقيقة عندما أتأمل وضعنا مع الترفيه أتخيل نفسي في مجلس كبير مليء بالرجال ومعهم طفل صغير. الكل يحاول أن يرضيه ويستجديه حتى لا يبكي ويقطع الحديث.
هذا الطفل تعوّد أن يحقق كل مطالبه بالصراخ والبكاء، لدرجة أنه أجبر بعض الكبار على اللعب معه والرقص والقفز وسط المجلس!. وفي كل مرة يبكي فيها الطفل يترك الكبار حديثهم المهم ليناقشوا: من الذي أغضبه؟ ومن الذي نهره؟ لا تغضبوه، نريد أن نكمل حديثنا! ولا هم أكملوا حديثهم، ولا هو كفّ عن البكاء. رغم أن الحل بسيط جدا، عشر دقائق من التجاهل كفيلة بأن تجعل الطفل المدلل يتوقف عن الصراخ، فهو لن يستطيع إمضاء الليل كله في البكاء، خصوصا أنه بكاء دلع وليس بكاء وجع. ومن المستحيل أن نجعل الطفل يفرض مزاجه على الكبار، لأنه في النهاية يبقى طفلا أو كما يقول إخواننا الخليجيون «جاهل». وأكبر خطأ هو أن يهتم المسؤولون برأي الجهال «الأطفال»، ويهمشوا آراء الكبار.
عبدالله العقيل- الوطن السعودية-