الكل يربط عام 1400 هجرية بتغير واقع الحياة الإبداعية في المملكة وارتباط حركة جهيمان بهذا الأمر، في أزقة الطائف الضيقة كنا صغاراً ومندهشين أن سعر الجريدة وصل إلى أكثر من 5 ريالات، وهي تنقل لنا القضاء على هذه الحركة التي غيرت مجرى حياتنا، لم نكن نعلم أننا كنا نبحث عن أخبار توقف الحياة الثقافية والإبداعية في بلادنا.
سلطان البازعي وهو يتحدث في برنامج "بالمختصر" يوم الجمعة الماضي، لخص تلك المرحلة واستشرف المستقبل. لم يكن وهو يتحدث عن الحقبة التي نعيشها مندهشاً أو متفاجئاً -كالآخرين- من التغيرات الإيجابية التي تشهدها بلادنا هذه الأيام، وذلك لأنه منذ سنوات وهو أكثر تفاؤلاً بالمرحلة القادمة رغم الصعوبات التي كانت موجودة إلى قبل أشهر معدودة.
جيل السبعينيات الميلادية أكثر جيل تأثر من تغير الحياة الطبيعية في بلادنا، كان الأمر مذهلاً بكل ما تعنيه الكلمة، تخيلوا أن الشاشات الرئيسية لمحلات بيع التلفزيونات الحديثة والكبيرة، شاشاتها العرض الرئيسي فيها عن حركات الحرب في أفغانستان، وبعدها بسنوات البوسنة والهرسك وهكذا، كانت مناظر مثيرة للانتباه وكانت عواقبها خطيرة، وها نحن ومنذ سنوات نعيش نتائجها!.
الحراك الذي نعيشه في بلادنا حالياً، فيه من الإيجابيات والسلبيات. أنا شخصياً ضد نبش محاضرات الفيديو للذين تسيدوا المشهد الثقافي في بلادنا، واستطاعوا للأسف أن يفرضوا علينا أجندة الكراهية والعنف، نعم الكراهية تولد العنف، وها نحن نقيس هذا الأمر في ردود فعل من يشاهد السخافات التي كانت تسيطر على مشهدنا الحضاري، أمر مخزٍ بالفعل ولكن من المفترض أن نتوقف عن محاولة التأليب، وأن ننظر للمستقبل بمنظور مختلف أكثر تحضراً ورقيّاً.
في عام 2018 ستبدأ السينما في بلادنا كما قال البازعي أو تتأخر قليلاً، وهي ليست منتهى طموحنا أو تطلعاتنا، المهم بالأمر أن نعيش طبيعيين وهذا ما نطمح له، يكفينا أكثر من 30 عاماً من تسيد مشهدنا الثقافي وإعلامنا المرئي على وجه التحديد لخطاب واحد، والكل يثق هنا بالتلفزيون السعودي، ويثق في قدرته على مواكبة مرحلتنا الحالية، والأمل كبير بوزير الثقافة والإعلام د. عواد العواد.
محمد الرشيدي- الرياض السعودية-