صحيفة "واشنطن بوست"-
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن اختفاء لوحة المسيح المخلص التي تنسب إلى الفنان العالمي ليوناردو دافنشي يعد ضربة أخرى لمتحف اللوفر في أبوظبي، الذي شهد قبل افتتاحه بأول توسع فني لمتحف اللوفر خارج باريس، العديد من المشاكل.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه عندما بيعت لوحة المسيح المخلص الشهيرة لطرف مجهول مقابل نحو 450 مليون دولار في نهاية عام 2017، "كان الجميع يتساءل عن المشتري، وماذا يعني بيع مثل هذه اللوحة للأجيال القادمة وعشاق الفن الذين يتطلعون لرؤية هذه التحفة الفنية؟".
وبعد ذلك بوقت قصير، تقول الصحيفة، كانت هناك تطمينات بأن اللوحة -التي نسبت إلى ليوناردو دافنشي على الرغم من بعض الشكوك لدى الخبراء- ستُعرض في متحف اللوفر في أبوظبي، الذي افتُتح في نفس الشهر الذي بيعت فيه اللوحة.
لكن لوحة المسيح الشهيرة على ما يبدو لم تصل إلى هناك، وأُجِّل موعد كشف النقاب عنها العام الماضي، ولم يحدَّد موعد جديد، وهنا تصاعدت الشائعات حول مكان وجودها، وسرعان ما تبين لاحقاً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو المالك الجديد للوحة الأشهر من خلال أحد حلفائه المقربين الذي اشتراها.
والآن، تقول الصحيفة، يبين موقع "آرت نت" المتخصص بالشؤون الفنية، أن اللوحة موجودة على اليخت سيرين، الذي تعود ملكيته لبن سلمان، وفي حال تأكد ذلك فإنه سيكون بحكم المؤكد أن اللوحة قد اشتراها ولي عهد السعودية، وأنها قد لاتصل إلى متحف اللوفر في أبوظبي كما يتوقع البعض.
ويلقي غياب اللوحة الشهيرة عن متحف اللوفر في أبوظبي بظلاله على مشروع المتحف الطموح، الذي مثّل في عام 2017 أول توسع خارجي لمؤسسة الفن الفرنسي العريقة، حيث كان الاتفاق على السماح لمتحف في الإمارات باستخدام اسم اللوفر مثيراً للجدل منذ البداية.
وقد شجع الجدل الأحدث حول لوحة المسيح المخلص انتقادات العديد من المتخصصين في رفضهم لاستخدام اسم اللوفر الفرنسي على متحف في أبوظبي.
وسبق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أعلنت، في عام 2015، أن مشروع متحف اللوفر في الإمارات غارق في فضائح العمال المهاجرين، حيث إن بعض أصحاب العمل- على حد قول مجموعة حقوق الإنسان في ذلك الوقت- "يواصلون حجب الأجور والمزايا عن العمال، ويفشلون في دفع رسوم التوظيف، ويصادرون جوازات سفر العمال ويتركون العمال في منازل توجد في أماكن دون المستوى المطلوب".
أما المالك الجديد للوحة المسيح المخلص، بن سلمان، فواجه انتقادات أشد من جانب جماعات حقوق الإنسان.
ففي الولايات المتحدة تصاعد الضغط لقطع التحالف الأمني بين واشنطن والسعودية بسبب تدخل ولي العهد العسكري المثير للجدل في اليمن، واستنتاج وكالة الاستخبارات الأمريكية بأنه من المرجح أن يكون قد أمر بقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي، فضلاً عن حملات الاعتقال العشوائي لكثير من الناشطين الذين يبدون أي اعتراض على سياسة ولي العهد.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه التداعيات المختلفة قد تؤدي إلى إعاقة فكرة السعودية لتحويل أنقاض العلا الصحراوية إلى مركز ثقافي في إطار خطة بن سلمان لتنويع اقتصاد السعودية التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.