متابعات-
دعت صحيفة عُمانية متحدثي اللغات العُمانية المحلية إلى الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض في البلاد، خصوصاً المواطنين الذين يتحدثون أكثر من واحدة من هذه اللغات.
وبحسب وزارة التراث والثقافة، هناك أكثر من ثماني لغات يتم التحدث بها في أنحاء مختلفة من عُمان، وهي "مهري وهوبيوت وجبالي وسواحيلي وبلوشي ولواتي وهارسوسي وبذاري وكامزاري".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف عُمان" بنسختها الإنجليزية، عن سعيد الجهضمي، الأستاذ المساعد في جامعة السلطان قابوس، قوله: "يجب بذل جهد مشترك لحماية هذه اللغات الفريدة قبل اختفائها".
وأضاف كاتب مقال "لغات الأقليات في عمان": "أناشد الجميع من أجل الحفاظ على هذه اللغات، خاصة من المتحدثين بها لأن الأمر متروك لهم لحفظ لغتهم الأم قبل موتها".
وأوضح الجهضمي أنّ هذه اللغات تنتمي إلى ثلاث مجموعات هي : "كامزاري، لواتي، وبلوشي، وتنتمي جميعها إلى عائلة اللغة الهندية الإيرانية"، في حين "تنتمي هارسوسي، وباثاري، وهوبيوت، ومهري، وجبالي إلى اللغات العربية الجنوبية الحديثة"، بالإضافة إلى "اللغة السواحيلية هي لغة البانتو وتنتمي إلى مجموعة لغات النيجر الكونغو".
من جهته أثنى علي اللواتي (الذي يحمل نفس اسم اللغة)، وهو متحدث بلغة أصلية يبلغ من العمر 60 عاماً، على دعوة الجهضمي إلى الحفاظ على اللغة، قائلاً: "أدعو السلطات المختصة إلى إنشاء مؤسسات للحفاظ على هذه اللغات المهددة بالانقراض التي ستنقرض قريباً".
وقال علي: إنّ "لغة اللواتي منقرضة تقريباً، ولم تعد لغة الأسرة، فعلى سبيل المثال أطفالي يفهمونها، لكنهم لا يستطيعون التحدث بها".
بدوره قال مسلم المهري، وهو متحدث أصلي يبلغ من العمر (35 عاماً) في صلالة: "المهري هي لغتي الأم وتعلمت ذلك من عائلتي".
وأردف "عادةً ما أتحدث باللغة المهرية فقط بين أفراد قبيلة المهري، ومع ذلك فهناك من ينتمون إلى قبائل أخرى يتحدثون هذه اللغة أيضاً، ربما لأنهم يعيشون بين المهري ".
وأشار إلى أنه يمكن العثور على متحدثي المهري في ظفار، الوسطى، إضافة إلى اليمن والمملكة العربية السعودية.
ونقلت الصحيفة عن صفية الهارسوسي أستاذة من ولاية حيماء قولها: إنّ "هرسوسي هي لغتي الأم ونشأت وأنا أتكلمها".
وعندما سُئلت الهارسوسي إن كانت ستقوم بتدريس لغة "هارسوسي"، قالت: "سأمرّرها لأطفالي، لكنني لست على استعداد لتدريس هذه اللغة لأشخاص آخرين لأنني أريد أن يتم الاحتفاظ بها كلغة خاصة لهارسوسي. أعضاء القبيلة فقط. "
وبينت صفا الكامزاري للصحيفة، وهي متحدثة أصلية تبلغ من العمر (21 عاماً) من ولاية خصب، "لقد نشأت وأنا أتحدث هذه اللغة، أنا أتحدث مع عائلتي وفي جواري، وأخطط لمواصلة التحدث مع أطفالي في المستقبل".
وفيما يتعلق بعلم الصوتيات في اللغة الكامزارية، قالت كامزاري: "عندما أحاول تعليم أصدقائي بعض كلمات الكامزاري يجدون صعوبة في نطقها".
وفيما يخص اللغة السواحيلية والتي يتم التحدث بها في أجزاء كثيرة من السلطنة، بسبب العلاقات التاريخية بين عمان والعديد من دول شرق أفريقيا، ذكرت وزارة التراث والثقافة أن "أحد أقدم المخطوطات المكتوبة باللغة السواحيلية يعود إلى القرن الثامن عشر، يمكن العثور عليه في مكتبة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن بالمملكة المتحدة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ لغة أخرى مهددة بالانقراض يتم استخدامها في الوسطى وظفار هي لغة "الباثري" التي يتحدث بها بشكل أساسي أفراد قبيلة "البطحري".
وأوضحت الوزارة أنها ليست لغة مكتوبة بل لغة منطوقة، إنها "مشابهة لغوياً لهارسوسي ومهري وجبالي، حيث إنها جميعاً لها نفس الأصول"، وتعتبر الباثري لغة مهددة بالانقراض بسبب انتشار اللهجة البدوية.
وبحسب مقال الجهضمي: "يقدر العدد الفعلي لمتحدثي الباثري بأنه بضع مئات فقط".
وأضاف الجهضمي أنّ اللغة السابعة، هي لغة الزادجلي والمستخدمة في مناطق متفرقة من السلطنة، كما أنها تنتمي إلى عائلة اللغة الهندية الإيرانية، "فهي مزيج من البلوشية والسندية والفارسية، على عكس بعض اللغات الأخرى".