متابعات-
امتدح رئيس المعارضة الإسرائيلية؛ "بني جانتس"، الزيارة التي يقوم بها، الخميس، وفد سعودي، إلى معسكر الاعتقال النازي "أوشفيتز" ببولندا، تزامنا مع إحياء (إسرائيل) الذكرى الـ75 لـ"الهولوكوست".
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، كتب "جانتس": "زيارة الوفد السعودي المتوقعة اليوم لأوشفيتز، بعد 75 عاما على تحريره، خطوة مهمة، تاريخية وتثير العواطف، وتدلّل على أنّ تحولات مهمة تتواصل في المنطقة".
ويعتبر المعسكر، الذي يقول الإسرائيليون إنه شهد اعتقال وحرق آلاف اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أحد رموز ما يعرف بالمحرقة اليهودية، أو "الهولوكوست".
وأضاف "جانتس" أن ما سيقدم عليه السعوديون اليوم "يدلّل على أن هناك الكثير من الفرص المهمة والجوهرية التي بإمكان إسرائيل استغلالها".
ويقوم رئيس "رابطة العالم الإسلامي"، "محمد العيسى"، الخميس بزيارة "أوشفيتز" على رأس وفد يمثل الرابطة، التي تتخذ من مدينة جدة السعودية مقرا لها.
وأثارت تغريدة "جانتس" الكثير من الردود، لاسيما من قبل مؤيدي اليمين وحزب "الليكود"، الذين استغلوها في مهاجمة زعيم تحالف "كاحول لفان"، حيث ذكّروه بأن منافسه رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، هو الذي لعب الدور الرئيس في إيجاد هذا الواقع، وتمكين (إسرائيل) من هذه الفرص.
وتتسارع الخطوات التطبيعية بين العديد من دول الخليج ودولة الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة.
وأبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما كبيرا بالزيارة المتوقعة للوفد السعودي لـ"أوشفيتز".
وتباهى "جانتس" قبل شهرين، بأنّه كرئيس هيئة أركان الجيش خلال حرب غزة 2014، كان المسؤول عن قتل وجرح آلاف الفلسطينيين، وتدمير آلاف المنازل.
وتأتي زيارة "العيسى" المرتقبة، بعد أن قام بزيارة متحف "الهولوكوست"، في العاصمة الأمريكية واشنطن في مايو/أيار 2018، الذي يخلد ما يعرف بالمحرقة.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، كتب مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، أدان فيه ما وصفها بـ"الجرائم البشعة التي ارتكبها النازيون"، وقال أيضا إن "المسلمين حول العالم يتحملون مسؤولية تعلم الدروس من المحرقة".
و"الهولوكوست" تشير إلى اضطهاد اليهود من قبل الزعيم الألماني الراحل "أدولف هتلر"، خلال النصف الأول من القرن الماضي، والتي يرى خبراء أن الإسرائيليين يستغلونها لابتزاز العالم سياسيا وماليا، والتغطية على عدوانهم المستمر على شعب وأرض فلسطين.
ويزعم الإسرائيليون أن تلك الأحداث راح ضحيتها 6 ملايين يهودي، خلال الحرب العالمية الثانية، على أيدي النازيين والمتعاونين معهم، فيما يشكك باحثون غربيون في هذا الرقم، بل يذهب بعضهم إلى أن "أسطورة الهولوكوست"، نسجت بالتعاون مع الحركة الصهيونية العالمية آنذاك، لتهجير اليهود من أوروبا إلى فلسطين.
وخلال الفترة الأخيرة، انطلقت دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان محظورا قبل وصول ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، إلى رأس السلطة في المملكة عام 2017.
ووفق محللين، تأتي الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من "بن سلمان"، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع دولة الاحتلال.