خالد عبدالله الزيارة- الشرق القطرية-
كثيرا ما تابعنا ردود افعال حول تراجع ثقافتنا ومورثنا الشعبي الخليجي، وسبق من طرح ذلك الوجع المزمن الذي تعاني منه هويتنا الثقافية الخليجية وجدية جهودنا متكاتفين للحفاظ على خصوصيتنا وشخصيتنا في خضم التداعيات المستشرية في جسدنا العربي والخليجي بشكل خاص، وكثيرا ما صدمنا من اجابات حول مصير المؤسسات المعنية بحماية وتوثيق التراث الشعبي وعن ما تبقى للخليجيين من تراثهم وتقاليدهم.
واليوم وبعد حوالي أربعة عقود من العمل للنهوض بالعمل الثقافي الخليجي المشترك وتنسيق الجهود بين دوله الست في المجال الثقافي، تقف اجهزة الثقافية عاجزة عن إيلاء التراث الثقافي الخليجي ما يستحق من اهتمام، ويتجسّد ذلك في برامجها ومشروعاتها غير المفعلة، بل إن عمل الاجهزة المعنية في مجال حفظ التراث وصونه يفتقدون إلى تنسيق السياسات الثقافية المعنية ويواصلون فقط بالتنسق في الجانب النظري المتمثل في ما تعرضه كل دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على السادة الوزراء من قضايا تتعلق بالتراث الثقافي.
في القريب العاجل أقر وكلاء وزارات الثقافة الخليجية مشاريع مشتركة لدعم التعاون تم طرحها في الدوحة منتصف اكتوبر الجاري على مجلس وزراء الثقافة الخليجيين، لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن دعم التعاون الثقافي المشترك بين دول الخليج العربية، ومنها إقامة ندوات فكرية، ومشروع لتعزيز الهوية الخليجية، والنظر بلوائح المكرمين، وهي مطالبات ورؤى تتكرر طوال مسيرة المجلس ولا يبدو في الافق بادرة نور في المضيق المظلم.
لا ننكر وجود وعي ولله الحمد عند مسؤولينا الخليجيين باهمية الالتفات الى الشأن الثقافي، والاجتماع الاخير في الدوحة مثله مثل مؤتمرات وزراء الثقافة السابقة، نبدأ بالتفاؤل بان أي مؤتمر من هذا يعد مؤشرا ودافعا للاهتمام بهذا الجانب، وينبري وزراؤنا لتبرئة ساحاتهم بالاعتراف بان هناك تفاوتا في تنفيذ الأنشطة الثقافية، ويبشرون بأنها في المجمل تسير بشكل طيب ونحن معهم ايضا نسير معهم بهذا التفاؤل الشفاهي..
في السنوات الاخيرة عندما بدأت الاهوال تعصف بمنطقتنا من كل جانب تحولت اولويات الشأن الثقافي الى اهتمام ثانوي، فالاوضاع الاخيرة ارخت بظلالها على الشأن الثقافي وغيره كونها تعقد في ظل ظروف ومتغيرات تتطلب الحذر من الواقع الجاري في منطقتنا والذي بالطبع يعطل كثيرا من البرامج والخطط الثقافية التي تفرضها الظروف التي تمر بها المنطقة من حولنا، وما يشهده العالم من تطورات، ولا نستطيع ان نطالب اكثر من أن يكون للمشهد الثقافي حضور بارز حيالها.
امس على الصفحة الاولى في صحيفة الشرق الغراء طرح موضوع تعطيل المشاريع الثقافية المشتركة بشكل جريء ومباشر وكشفت "بوابة الشرق" أنه على مدى عام كامل لم يتم تنفيذ أي من المشاريع الثقافية المشتركة، التي أقرها وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون خلال اجتماعهم العشرين بدولة الكويت في العام الماضي.
اجتماع الدوحة الأخير سيعزز التساؤل بأن يلقى بند تعزيز التعاون الثقافي المشترك بين دول المجلس ضمن الاستراتيجية الثقافية نفس مصير اجتماع الكويت، وسيسير على غرار ما جرى من عدم تطبيق المشاريع الثقافية الخليجية المشتركة. وسلامتكم