ابن الديرة-اخليج الاماراتية-
مجتمعنا على موعد اليوم مع الفرح الثقافي السنوي الكبير المتمثل في معرض الشارقة الدولي للكتاب. اليوم تنطلق الدورة الرابعة والثلاثون للمعرض، والإشارة إلى الجدية والمثابرة واجبة قطعاً، فقد نجح المعرض، عبر العقود الثلاثة الماضية ونحن نقترب من منتصف العقد الرابع، في مراكمة خبراته حتى أصبح معرض الكتاب العربي الأول، وحتى صنف رابعاً على مستوى العالم، ولا بد قبل المضي في القول من رد الفضل إلى أهل الفضل: صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وله في فضاء الثقافة والإبداع العربيين آثاره وتأثيره وبصماته الخاصة، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب بعض ذلك، لكن المعرض ساحة ثقافية مهمة ونادرة تختصر حركة الثقافة في الداخل والخارج في أحد عشر يوما، فمن نشر الكتب وعرضها إلى مبادرات الثقافة الجديدة، المتجددة عاماً بعد عام، وإلى النشاط الثقافي المصاحب الذي تحرص الشارقة، في كل عام أن يعمق أبعد ويتفوق أكثر، ومن ذلك إلى الجوائز السنوية التي يخصصها معرض الشارقة الدولي للكتاب في مختلف فنون النشر والتأليف، وعلى رأسها جائزة شخصية العام الثقافية التي تمنح في كل دورة لشخصية ثقافية بارزة، وكانت، هذا العام من نصيب الشاعر الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير مكة.
ضيوف المعرض كتاب وأدباء وفنانون وإعلاميون عرب وأجانب، ما يجعل اللقاء مناسبة حقيقية لتأسيس المعرفة من جهة، وتأسيس التعارف من جهة مقابلة ومكملة.
ليس معرض كتاب اعتيادياً، وإنما هو، في صميم الغايات الأجمل، موسم ثقافة خصب، وهل الشارقة التي انتخبت عاصمة للثقافة العربية، ثم عاصمة للثقافة الإسلامية، ثم عاصمة للسياحة إلا مواسم من النشاط الثقافي والفكري الذي يتوالى فصولاً وعلامته الفارقة التجويد والإتقان؟ هل الشارقة إلا ذلك المكان الثقافي الأثير الأمير بامتياز؟ هل الشارقة إلا الموعد المرسوم في أفق العمل الثقافي المشترك على الصعيدين العربي والعالمي.
تلك هي الشارقة، إحدى حواضر دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحل اعتزاز أهل الإمارات الذين يحبون أرضهم، أرض «البيت المتوحد»، ويقدمون في سبيلها الأرواح الغالية، ومن حسن الفأل هذا العام أن يلتصق افتتاح معرض الشارقة للكتاب بمناسبتين وطنيتين: ذكرى تولي القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الرئاسة، ويوم العلم.
دامت راية الإمارات، رمز الإمارات، شاهقة في الأعالي، ودامت بلادنا وهي تنعم بالأمن والاستقرار والعدل والرغد ومناسبات اللقاء.
الأمل، من بعد، أن تقصد القطاعات المستهدفة، خصوصاً قطاعات الطلاب والشباب، معرض الشارقة الدولي للكتاب، نحو التشبث بجدية القصد وبالقراءة كأولوية مطلقة، وبالمعرفة كقيمة كبرى غير محدودة.