مريم الشـاعر- الايام البحرينية-
التزمت وزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة الخدمات الطلابية منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان بتنظيم مهرجان المسرح المدرسي، ويقوم بتنفيذه طلبة المدارس الحكومية: تأليفًا وتمثيلاً وإخراجًا؛ وذلك لاكتشاف المواهب المسرحية المتميزة والأخذ بيدها إلى طريق الإبداع والتميز، ففي كل عام في مثل هذا الوقت يتم تنظيم أسبوع كامل لعروض المسرحيات المختارة بعدد من المدارس التي تعتني بهذا الفن وتؤمن بدور الإبداع التربوي.
ومن المؤكد أن هذه التجربة التي مر عليها 33 عامًا قد أثرت الحياة المدرسية وأغنتها بالإبداعات المتميزة، حيث لا يخفى أن المسرح المدرسي يثري قدرة الطالب على التعبير عن نفسه، وبالتالي قدرته على التعامل مع المشكلات والمواقف، حيث له وظيفة تعليمية مهمة في نقل درس أخلاقي ضمن موقف درامي، كما يساهم في تطوير مهارات القيادة والمشاعر الإنسانية والمشاركة والتعاون، ويعزز ثقة الطالب بنفسه، ويقوي روابط الصداقة لديه، لقد كثفت الوزارة كافة الجهود لتفعيل المسرح المسرحي تأكيدًا بأهميته، كما أن توجيهات الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم تعد الداعم الأساسي في تطوير واستمرارية المسرح التربوي، إيمانًا منه بدور المسرح في بناء شخصية الطالب التي تنعكس على المجتمع بشكل إيجابي، من خلال تعزيز القيم والعادات الإسلامية النبيلة ونبذ العادات غير المحببة.
لقد أكدت أدبيات التربية الحديثة وعلم النفس التربوي على أهمية التعلم عن طريق المشاركة، ويعد المسرح من أهم أشكاله، حيث إنها تؤهل الطالب على تفجير مهارات مخزنة في عقله، فالمسرح يعد أداة تتضمن عملا ادبيا فنيا وروائيا متحركا كونه يعتمد على الرمز والحركة والعرض والتجسيد، فمهما تطورت أساليب التعبير وتقنيات السينما والتلفزيون، ومهما انشغلنا في أساليب التكنولوجيا الحديثة والمعاصرة إلا أن بريق المسرح الحقيقي لا يخفت أبدا، يبقى أن نقول أن المسرح المدرسي خلال 33 عامًا قد مد المسارح الأهلية بالعديد من المواهب والوجوه المسرحية المعروفة، والتي تعتز بأنها نشأت وتربت في أحضان المسرح المدرسي باعتباره فنًا يقوم على المشاركة والتواصل.