ابن الديرة- الخليج الاماراتية -
استقبل الجمهور قرار تمديد مهرجان الشيخ زايد التراثي بفرح كبير. اليوم نستطيع أن نتكلم عن تراث وطني إماراتي وعن جمهور لتراث الإمارات. لم يكن هذا ليتحقق بعد فضل الله تعالى لولا حكمة وجهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فقد عرف زايد الخير كيف يبني الوطن عبر بناء الإنسان انطلاقاً من مقولته الخالدة ومضمونها أنه لا حاضر أو مستقبل لمن ليس له ماض. المعنى أن معرفة الماضي شرط بناء، بل شرط وجود ومصير، والشعوب والأمم التي تعرف تراثها وتاريخها تعرف، بالضرورة، الطريق إلى مستقبلها. يد الشيخ زايد كانت تشيد المادي بيد وتبني المعنوي باليد الثانية، وها نحن اليوم نحصد ثمار غرس الشيخ زايد، حيث التراث حاضر في حركتنا الثقافية، وقبل ذلك حاضر في الضمائر والوجدان الجمعي. لدينا مهرجان الوثبة، ولدينا المهرجان الراهن الذي يحمل اسم أعز وأغلى الناس، الشيخ زايد، وقريباً بعد انتهاء مهرجان الشيخ زايد، وتحديداً في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الثاني المقبل، ينطلق مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد التراثي الذي ينظمه نادي تراث الإمارات سنوياً في سويحان، ويهتم بجوانب ثقافية وتراثية متنوعة من سباق ومزاينة الإبل إلى السوق الشعبي والمسابقات الشعبية ومحاضرات التراث وأمسيات ومسابقات الشعر، وكل ذلك في أجواء أليفة ومبدعة.
القصد أن وصية زايد الخير التي طبقها وأسس لها في حياته حاضرة اليوم في حياتنا، والمطلوب توجيه شبابنا وطلابنا، عبر قصدية ونهج ووعي، إلى فهم تراثنا واستيعابه، وهو ما يقوم به، إلى حد بعيد، نادي تراث الإمارات، صاحب التجربة التي، بالمناسبة، يجب أن تعمم على مستوى الدولة، حيث التراث في نظر وتطبيق النادي عمل وهدف وضرورة، وليس ترفاً، أو مما يستغنى عنه، وحيث التراث ليس مناسبة طارئة، وإنما انشغال يومي واستراتيجي، فلا تستغرب إذا رأيت مواطناً إماراتياً عارفاً بتراثه وهويته ثم سألته عن سر ذلك، فقال لك إنه من أبناء نادي تراث الإمارات.
من أبناء أو بنات لا فرق، فالنادي مفتوح للجميع ومن جميع الأعمار والمستويات الدراسية، وجزيرة السمالية التابعة له تستقبل طلاب المدارس والجامعات طوال العام، خصوصاً في العطلات المدرسية التي تشهد برامج خاصة، وفي أبوظبي هيئة الثقافة والسياحة وبعض مهامها صون وإحياء التراث، ولدينا وزارة الثقافة، ولدينا الهيئات والدوائر الثقافية على مستوى الإمارات، ولدينا أيضاً، على الصعيد الاتحادي، المجلس الوطني للآثار، ولدينا في حاضرتنا الثقافية، الشارقة، أكبر عدد من المتاحف النوعية على مستوى المنطقة، ولدينا خطط كبيرة في هذا المجال، ولدينا، ولدينا، ولدينا.
جهود تتجه إلى تراثنا الوطني، تراث الإمارات العربية المتحدة، وهي متفاوتة من حيث قوة الأداء والإتقان في إيصال الرسالة، ما وجب معه، والمقام مقام تذكير لا تبصير، التشديد على أهمية إحياء تراثنا، فهذا العنوان المضيء متصل أيضاً بالعمل والأمل.
تراث الإمارات وصيّة باني الدار زايد الخير، طيّب الله ثراه، وبعض نهج راعي الدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتراث الإمارات بعض الماضي وكل المستقبل. هل وصلت الرسالة؟