الرياض السعودية-
تنطلق جلسات الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي بدورته 22 بدولة الكويت وذلك تحت عنوان "الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي الفرص والمخاطر "حيث تركز الجلسات على ما أصاب الشباب العربي في العقود الأخيرة لدرجة وصول بعضهم لحالة من عدم اليقين قادتهم إلى التطرف بأشكاله المختلفة، كما تتناول تأثير الفضاء العام العربي الحافل بالصراعات والحروب في مواقف الشباب وتوجهاتهم، مما دفع بعضهم إلى التعصب والتطرف، وتكشف الدور الضخم لوسائل "الإعلام الجديد" في تشكيل وعي غامض، بل مزيف وغير منضبط، بسبب التوسع الشديد في تصفح شبكة الإنترنت العالمية، حيث بلغ عدد المتصفحين يوميا أربعة مليارات شخص، وهذا يعني أن تأثير هذه الشبكة في مواقف الشباب يتصاعد ويمثل تحديا كبيرا للعرب في العصر الحاضر وفي المستقبل وتشمل الندوة محاور متعددة تتناول الواقع ودلالات المحتوى الرقمي العربي واهتمامات الشباب العربي بالمحتوى الرقمي والتواصل الاجتماعي علاوة على البنية التحتية لوسائل الاتصال الحديثة إضافة إلى واقعها العربي ومستقبلها العالمي والتنظيم القانوني للتواصل الاجتماعي ودورها الاقتصادي، كما سيتم مناقشة التجنيد الإلكتروني للجماعات الجهادية علة وسائل التواصل والعلاقات الانسانية ولغة الشباب. يقول د. محمد بن غانم الرميحي أستاذ الاجتماع السياسي والمنسق العام للندوة. في تصريح خاص
ل "الرياض" نحن في عالم اليوم ندخل عصرا مختلفا كليا عما عهدناه في السابق وحتى عقود اخيرة، عصرا لا يشبه الماضي ويجعل الدول والمؤسسات تتصرف كما لم تتصرف في المئة سنة الاخيرة، وحتى ابين هذه النقطة فاني اشير الى مدير عام المخابرات الداخلية البريطانية التي تسمى ام اي 5، اندرو باركر، التي مر على وجودها تقريبا ثمانون عاما، لأول مرة في تاريخيها يظهر مديرها العامل، على وسائل الإعلام راجيا شركات الإنترنت العاملة في بريطانيا ان يتعاونوا مع مؤسسته من اجل تقليل اخطار استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي على الامن القومي البريطاني لأنهم اكتشفوا أن الترويج والتجنيد للجماعات الارهابية يأتي من خلالها، لقد اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مرتعا للشاذين والخونة والغش التجاري والضحك على الناس، كما أصبحت وسيلة ميسرة لنقل الاخبار وترويج الاشاعات واصبحت أعمال (الصحافة) متاحة لمن يعلم ومن لا يعلم، للمتخصص والجاهل لا فرق، ووجد العالم نفسه أمام سيل هائل من المعلومات، بعضها صحيح، وكثير منها مغلوط او يراد ترويجه او غير مبني على قاعدة صحيحة من العلم. أما لماذا الشباب يوضح الرميحي قائلا لماذا الشباب لانهم الاكثر استهدافا ولأن حصيلتهم المعرفية ربما تكون محدودة، فيسهل التأثير عليهم من خلال الترغيب او التهديد او التخويف أو حتى الابتزاز، علاوة على بث القصص غير العقلانية بينهم ومنها الترويج للتشدد الديني أو المذهبي أو السياسي أو المناطقي، كما يسهل دفعهم لاستخدام انواع من المخدرات او الادوية التي يروج لها، ويسهل اصطيادهم من خلال العاطفة بتصديق الخرافات والأساطير والأوهام، فيصبحوا في مكان معادٍ للمجتمع وقد يقومون بأعمال خارجة على القانون أو الاعراف بشكل عنفي او بشكل إيماني لكل تلك الاسباب فان مناقشة الامر ومعرفة الحقائق بشكل علمي تجريبي وتبادل الرأي حول تلك القضايا للوصول الى تخفيف أو حتى اعتراض تلك الممارسات السلبية من اجل توعية الجميع بمخاطرها، خاصة وان اعمال الندوة تنشر بعد انتهائها في كتاب يُصبح مرجعا في هذا الشأن.