سلوى المُلا- الوطن الكويتية-
البِشارة يعرفها العلماء بأنها ما يُبِشِر به الإنسان غيره من أمر، وهي بكسر الباء (البِشارة) والبُشارة بضم الباء ما يُعطاه المُبشِّر بالأمر، أي: إذا بشرك إنسان فأعطيته شيئاً فهذه العطية تسمى: بُشارة،والأمر الذي بشرك به يسمى: بِشارة.
قال ابن الأثير رحمه الله: البُشارة بالضم ما يعطى البشير، وبالكسر الاسم، وسميت بذلك من البشر وهو السرور؛ لأنها تظهر طلاقة وجه الإنسان، وهم يتباشرون بذلك الأمر، أي: يبشر بعضهم بعضا،والبِشارة إذا أطلقت فهي للبشارة بخير، هذا هو الأصل.
والتبشير بالخير والأمر السار المفرح من السنة، ومن الآداب الإسلامية العظيمة، وعندما ترتبط البشرى.. بالعز والخير.. فهي تأكيد على البشرى والتفاءل الإيجابي الذي يكتنف هذه البشرى، وعندما يأتيك المبشر بالعز والخير ليكون هو ذاته القائد والمسؤول والامين عن قيادة سفينة الدولة والسير بها بأمان وكرامة وعزة في ظل ظروف استثنائية، وفِي ظل ظروف أزمة جعلت الدولة تحت حصار .. وأزمة تستلزم معها قرارات إستثنائية؛ فإن قائل العبارة لم ينطق ويتفوه بها إلا يقينا بأن الدولة تحرص بكل جوانبها وأركانها وأطرافها على توفير الحياة الكريمة للمواطن والمقيم..
كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آلِ ثاني للمواطنين: "أبشروا بالعز والخير" جاءت صادقة وعفوية في موطن تقديم واجب العزاء.. فهي خرجت صادقة من القلب لتصل للقلوب وتستقر بها، وتكون عبارة دافعة للعمل والإنتاجية، ودافعة للإيجابية والتفاءل بأن أمر المؤمن كله خير ،ودافعة بالبشرى بإنتظار الخير وإنه مهما طال الظلام لابد لنور النهار أن يأتي، ومهما ظننا أن الأمور تأتي عكس ما نتمنى ونتوقع ؛ فإن الإرادة والعزيمة هي السلاح القوي للاستمرار تحت كل أشكال الظروف..والأزمات. الدول لا تقوى وتقف وتستمر إلا بحجم ما تعترضها من صعاب وظروف إستثنائية تخرج منها الخير والتميز والعمل الذي يجعلها تقف واثقة وعزيزة ..
"أبشروا بالعز والخير..."تأتينا البشرى من أعلى الهرم بالعز والخير..ولَم نجد كشعب من مواطنين ومقيمين من يوم حصارهم إلا العز والخير والتوفيق والنجاح حليفا ورفيقا.. العز بالالتفات للوطن وأرضه وخيراته ..والالتفات لمقدرات الوطن واستثماره الاستثمار الصحيح بما يعود على الدولة والأجيال القادمة بالخير ، عبر استثمارات طويلة الأجل تكفل الحياة الكريمة في وطن أعز مواطنيه وأكرمهم. وبالاهتمام بكل ما هو محلي.. والاهتمام بالعلم والعمل والجد والسهر والتعب..بأن يكون الجميع دون إستثناء جنود على أهبة الأستعداد كل في مجاله وحدوده لخدمة الوطن؛ عملا وإخلاصا لرفعة أسم الوطن عاليا وتواجدا ومكانا مرموقا تستحقه قطر، فلكل مجتهد نصيب، ولكل تعب نتيجة ، ولكل زرع جني وثمر، ولكل إنتظار بشرى بالعز والخير..
نعم نحن في عز وخير دونهم متى شاء الله سبحانه وتعالى أن يضع في طريقك الأخيار والاصدقاء والاشقاء والأوفياء من دول وقادة وشعوب يؤمنون إيمانا تاما إنك على حق، وإنك كدولة تسعى ضمن منظومة ولا تسعى للتغريد خارج سرب..ومؤمنين إن الله سبحانه وتعالى لا يضيع من يتقى الله في شعبه ومقيميه، ومن يضع نصب عينيه المظلومين من دول وشعوب..من سعى لجبر خواطر أطفال وشعوب ودوّل كان الله معه ولا يضيعه ويخذله الله أبدا، فقط يختبر الله سبحانه الأفراد والدولة .. في ظل محنة تتحول بفضل من الله إلى منحة وعز وخير..
لنتعلم روح التفاؤل والدعوة للإيجابية اقتداء بديننا وسنة نبينا محمد صَل الله عليه وسلم.. فالدعوة بالعز والخير دعوة إيمانية وصحية وإيجابية تحمل الخير والفرح للمواطن والمقيم، وتحمل فيها للوطن الروح النابضة للعمل والإنتاجية ونبذ الكسل والإتكالية، فالوطن متى كان قويا كنّا جميعا أقوياء بقوته وشموخة..
آخر جرة قلم:
جميعنا بخير وعز وكرامة نحيا بها تحت ظل قيادة حكيمة ورشيدة لم ولن تقصر مع شعبها ، أكرمته واعزته وأعطته ورعته واهتمت به وخافت عليه.. الوطن عزيز علينا وقيادتنا عمرها لم تقصر معنا، فلا نبخل بجهد وعمل وسهر لتكون قطر الاولى في كل شيء..الجميع مطالب بالعمل دون صعود ومحسوبية، ودون تراخي وتقاعس، ودون سعي لتقاعد مبكّر ودون بطالة .. ليضع الجميع قطر نصب أعينهم فهي نظر العين ونبض الروح الذي نعيش لأجله.. وقائدنا تميم يستحق أن نكون معه في كل الظروف..نجدد لسموه الولاء والبيعة والبشرى والعز والخير قادم بإذن الله لقطر الخير والمواقف..والإنسانية..