الخليج أونلاين-
يدين المواطنون العرب بالفضل إلى "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي"؛ لما كانت تقدمه قبل أكثر من عقدين، من برامج تثقيفية وتربوية وتعليمية وترفيهية وتوجيهية ووطنية، من خلال برامجها التي ما زال تأثيرها حاضراً حتى اليوم.
وعلى الرغم من أن المؤسسة الخليجية المهمة مستمرة في عملها، فإنها لم تستطع تخطي حدود نجاح برامجها التي أنتجتها بالسابق، خاصة في السنوات العشر الأولى من انطلاقها.
في إشارة إلى أهمية هذه المؤسسة، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، ضرورة إبراز الهوية الخليجية وتعزيز الرسالة الإعلامية الخليجية، وتطويرها؛ لمواكبة ما يشهده الإعلام المرئي والمسموع من تسارع وتطور.
جاء ذلك خلال استقبال الحجرف، يوم الثلاثاء 10 أغسطس 2021، شفيق أحمد عمر، المدير العام لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي.
بحسب بيان صادر عن المجلس، ناقش الحجرف وعمر، التطور الإعلامي المنشود لمؤسسات الإنتاج البرامجي الخليجية، وكيفية إبرازها بشكل متلائم مع التطور العالمي.
وبحث الجانبان "الجهود التي تقوم بها المؤسسة في مجال الإنتاج البرامجي التلفزيوني والإذاعي، والسبل الكفيلة بدعم وإثراء الخطط الإعلامية الخليجية بما يحقق أهداف العمل الخليجي المشترك"، وفقاً للبيان.
وأكد الحجرف "أهمية استمرار المؤسسة بأداء رسالتها والتفاعل مع المواطن الخليجي في إبراز مسيرة مجلس التعاون المباركة، وفقاً لتوجيهات قادة مجلس التعاون".
بداية التأسيس
مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك تأسست بموجب مرسوم بقانون رقم "71" لعام 1976 في الأول من يناير 1976، باتفاق وزارات الإعلام لدول الخليج، تعزيزاً وتأصيلاً للروابط الحضارية والثقافية والتاريخية التي تجمع بين دول مجلس التعاون.
يضم مجلس إدارة المؤسسة حالياً، وكلاء وزارات الإعلام في دول مجلس التعاون التي تشمل السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعُمان؛ إلى جانب اليمن.
ومن الدول التي كانت ضمن المؤسسة سابقاً العراق الذي كان دوره فعالاً وبارزاً.
إبراز المثل العليا
تهدف المؤسسة التي تتخذ من مدينة الكويت مقراً دائماً لها، إلى إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية لعرضها بالمحطات الإذاعية والتلفزيونية للأعضاء وكذلك الدول العربية والدول الصديقة.
ويراعى في موضوعات هذه البرامج تحقيق عدد من الأهداف؛ مثل إحياء التاريخ العربي والإسلامي، وإبراز المُثل العليا لدين الإسلام الحنيف والتعريف بأمجاد الإسلام وسِيَر أبطاله وقادته.
ويراعي أيضاً إحياء التراث الخليجي، خاصةً الفنون الشعبية، والعمل على تسجيلها وثائقياً لتكون مرجعاً تاريخياً ومصدراً للنهوض بمستوى الفنون والآداب الخليجية في مختلف المجالات.
رفع الكفاءات الفنية
تعنى المؤسسة بالتعريف بكل مناطق الخليج من كل زواياها وجوانبها، جغرافياً وسكانياً وسياحياً.
وتعنى أيضاً بالارتفاع بمستوى الإنتاج الفني للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وإلقاء الأضواء على ما يصدر من أهل الخليج من إنتاج أدبي وفني وعلمي.
وتهتم بكشف البراعم الناشئة في مختلف مجالات الفنون والآداب والعلوم، والعمل على تدربيها وإظهار مواهبها وتشجيعها بمختلف الوسائل الإعلامية.
وتعمل المؤسسة على إتاحة الفرصة للعاملين في المحطات التلفزيونية والإذاعية بالدول الأعضاء لرفع كفاءتهم الفنية والمهنية، واكتساب خبرات مختلفة بالاحتكاك المستمر بين العناصر المشاركة في أعمال هذا الإنتاج.
"افتح يا سمسم"
ما تزال شخصيات كثيرة قدمتها المؤسسة من خلال أعمالها، عالقة في أذهان أجيال متعاقبة مثل شخصية "نعمان" في البرنامج التثقيفي "افتح يا سمسم".
ويبقى "افتح يا سمسم" البرنامج الأكثر شهرة بين ما قدمته المحطات التلفزيونية العربية؛ إذ ما زالت شخصياته خالدة في ذاكرة الجمهور العربي؛ حيث كان متعة جميع أفراد العائلة لسنوات كثيرة.
كما أن هناك أنواعاً للموسيقى ما إن يسمعها الجمهور حتى تعود لأذهانهم ما قدمته تلك البرامج من معلومات قيّمة ومفيدة؛ مثل برنامج "سلامتك"؛ مما يعد دليلاً واضحاً على نجاح وتميز ما تقدمه المؤسسة من برامج.
عودة الدعم الخليجي
الإعلامي القطري صالح غريب يقول في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إن "الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية" ليس الوحيد من بين المشاريع الخليجية المشتركة التي شهدت تراجعاً بعد نجاح، أو أُهملت، فمثلها "جهاز تلفزيون الخليج، ومركز التراث الشعبي الذي أغلق في العام 2005، ووكالة الأنباء التي تحولت إلى وكالة أنباء البحرين، وطيران الخليج التي شاركت في تأسيسها دول الخليج وعندما تأسست شركات مثل القطرية والإماراتية والعُمانية تحولت فقط إلى مملكة البحرين".
واستطرد قائلاً: إن "هناك المركز الإعلامي والتوثيق ببغداد ألغي أيضاً، بسبب الغزو العراقي للكويت، وإذاعة صوت مجلس التعاون"، معرباً عن أسفه لكون "كل المؤسسات الخليجية تفشل بعد فتره من الزمن".
مؤسسة الإنتاج الخليجي، وفق غريب، "قدمت في البداية أعمالاً ما زلنا نتذكرها مثل سلامتك وافتح يا سمسم وغيرهما من الأعمال الخالدة؛ لذلك أهميتها في البداية كانت بسبب الدعم الذي قدمته دول مجلس التعاون".
وأشار إلى أن سبب تراجع إنتاج هذه المؤسسة هو ضعف الاهتمام بها من قِبل الدول الخليجية، إضافة إلى أن مؤسسات الإنتاج الخاصة الخليجية سحبت البساط من تحت المؤسسة.
غريب يقول إنه مُطَّلع على تعثر المؤسسات الخليجية بعد نجاحها، حيث عمل في "مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية".
هذا المركز -وفق الإعلامي القطري- قدم أعمالاً بحثية لجميع دول المجلس، وكان يصدر مجلة المأثورات الشعبية، لافتاً إلى أن المركز "أغلق بسبب التعثرات المالية وهي المسألة نفسها التي تتعرض لها مؤسسة الإنتاج".
ما تقدمه شركات الإنتاج الخليجية الخاصة من أعمال، خاصة خلال دورات شهر رمضان، كانت من بينها أعمال "تسييء للهوية الوطنية الخليجية"، وفق غريب، مضيفاً: "لذلك كنا نقول: أين دور مؤسسة الإنتاج التي قدمت تلك الأعمال الناصعه البياض؟".
ويرى غريب أنَّ تراجع دور مؤسة الإنتاج خلق تراجعاً في نوعية الإنتاج، مفيداً: "شاهدنا أعمالاً تسيء الى جميع دول مجلس التعاون. من هنا تأتي أهمية المؤسسة ودورها"، مشدداً على أهمية أن يدعم مجلس التعاون جميع المؤسسات الإعلامية والثقافية التابعة له.
إنتاج متنوع
تنوعت البرامج التي أنتجتها "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي" تلفزيونياً وإذاعياً.
فالمؤسسة قدمت برامج للأطفال مثل "افتح يا وطني أبوابك" و"زعتور" و"دمتم سالمين" والفيلم الكرتوني "ابن الغابة".
وكذلك قدمت برامج وثائقية مثل: "إسهامات المرأة الخليجية في مسيرة التنمية" و"ابتكارات" و"براءة اختراع" و"نجاحات خليجية"، وسلسلة "الخليج حضارة وبناء".
وقدمت أيضاً مسلسلات درامية اجتماعية مثل: "حياتنا" و"بيت بوخالد" و"قصص خليجية" و"إلى الشباب مع التحية" وغيرها.
وفي البرامج الثقافية قدمت المؤسسة عدة برامج مثل: "الكشاف صديق الجميع" و"أبناء الغد".
وكذلك برامج بيئية مثل: "برامج التوعية البيئية في دول مجلس التعاون الخليجي"، وبرنامج "نحن معك".
وأنتجت عدداً من البرامج الدينية مثل: "الحضارة العربية الإسلامية" و"مساجد لها تاريخ" و"الرحلة المباركة" و"نجوم في سماء الحضارة الإسلامية".