متابعات-
كشفت وسائل إعلام عبرية، عن إزالة السلطات السعودية الإشارات إلى اليهود على "أنهم قرود وخنازير يعبدون الشيطان ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم"، من المناهج الدراسية في المملكة.
ونشر موقع "واينت" العبري، تقريرًا يبيّن ما أسماه "الثورة" التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي انعكست أيضًا في إصلاح وتغيير محتويات الكتب المدرسية منذ وصوله إلى السلطة.
ومن بين أمور أخرى، تمت إزالة الإشارات إلى اليهود على "أنهم قرود وخنازير يعبدون الشيطان ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم وأعداء لدودين للإسلام".
كما أزيلت المواد المعادية لإسرائيل، التي تقول، إنها تستخدم النساء والمخدرات ووسائل الإعلام من أجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم، التي تخطط إسرائيل بموجبها لتوسيع حدودها من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق.
ونقل الموقع عن تحليل أجراه معهد البحوث والسياسات الدولي (IMPACT-SE) في لندن، المقرب من إسرائيل، حيث عرض التغييرات التي طرأت على نحو 300 كتاب مدرسي سعودي، تجاه إسرائيل، في السنوات الخمس الماضية.
وبيّن المعهد أن السعودية حذفت من المنهاج قصيدة تُعارض الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، وألغت تدريبًا كان يطلب من الطلبة دحض المزاعم الصهيونية حول علاقتهم بفلسطين.
كما حذفت السلطات السعودية، وفق المعهد، "ما يتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969"، وما يشير إلى أن "أسباب بدء إسرائيل حرب الأيام الستة كانت رغبتها في السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وآبار النفط في شبه جزيرة سيناء".
ولفت المعهد إلى أن "أهم تغيير تم إجراؤه في تغيير الموقف السلبي تجاه اليهود، هو إزالة جميع الأمثلة المعادية للسامية تقريبا، حتى أن كتاب التاريخ للمرحلة الثانوية أزال درسا عن النتائج الإيجابية للانتفاضة الأولى، والإشارة لإسرائيل بأنها ديمقراطية مزورة".
وأوضح أنه "في عدة مواضع في الكتب المدرسية عدّلت الوزارة السعودية المصطلحات تجاه إسرائيل، واستبدلوا الإشارات إلى العدو الصهيوني أو العدو الإسرائيلي بالاحتلال الإسرائيلي".
وأشار المعهد إلى أنه "في الوقت نفسه، لا تزال الكتب المدرسية لا تعترف بإسرائيل، ولا تعلّم عن الهولوكوست، كما أن الخرائط تتجاهل تماما وجود إسرائيل، ولا تذكر اسمها، ولا تزال الصهيونية توصف بالحركة الاستعمارية والعنصرية الأوروبية، ولا تزال هناك أماكن توصف فيها بالكيان الصهيوني، وتعتبر أن دوافع إسرائيل لشنّ حرب 67، هي السيطرة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ومواقع النفط في سيناء".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للمعهد ماركوس شيف، إنه رغم أهمية كل إصلاح في الكتب المدرسية، إلا أنها في السعودية لها أهمية خاصة كقائدة للمذهب السني في الدول الإسلامية".
أما نائبه آريك أغاسي، فذكر أن "التغييرات التي يجريها بن سلمان شجاعة للغاية، وغير مسبوقة، وهي علامة على أشياء قادمة، لأن المملكة ليست مجرد دولة عادية، بل يتم توزيع كتبها المدرسية على المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ويتم دراستها من قبل عشرات الملايين من الطلاب في المساجد والأماكن التعليمية الأخرى".
من جانبها، علقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، على هذا التغيير بالقول: "اتجاه يحمل تغييرات إيجابية في الكتب المدرسية، فيما يتعلق بالمحتوى المعادي لإسرائيل وللسامية".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في مقابل ذلك، "أضيف محتوى ضد حزب الله والحوثيين المدعومين من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، ومحتوى أكثر تسامحا يعزز السلام، وتشجيع مضامين التسامح وفقا لمعايير اليونسكو".
وهذه ليست المرة الأولى التي تشيد فيها إسرائيل بالمناهج الدراسية السعودية، بزعم أنها بدأت تشهد تغييرات جوهرية، مما يعني أن روح التقارب بين تل أبيب والرياض أخذت طريقها نحو إزالة المحتوى المعادي للاحتلال من الكتب المدرسية للمملكة، الساعية لتخفيف نيران العداء تجاه الاحتلال، وهي نتائج مشجعة من وجهة نظره؛ لأنها تشير لتغيير إيجابي في موقف نظام التعليم في السعودية، حسب رأي الإعلام العبري.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل كما لم تنضم إلى اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الدولة العبرية مع كل من الإمارات والبحرين في العام 2020 بوساطة أمريكية.
لكن تسارعت وتيرة العلاقات غير الرسمية بين الطرفين، تخطو على منهاج الدول العربية المطبعة نفسه، حسب مراقبين.