ثقافة » تربية وتعليم

اللغة الصينية بوابة سعودية جديدة نحو بكين

في 2024/08/13

متابعات-

تعلم اللغة الصينية في السعودية أصبح أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة؛ وهو ليس فقط يؤكد على مدى قوة العلاقات بين البلدين، لكن يشير أيضاً إلى أهمية الصين التي جعلت المملكة تسعى للاستفادة من صعودها العالمي.

صحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية الصينية ذكرت أن 175 معلماً صينياً سيباشرون عملهم بالسعودية كمدرسين للغة الماندرين (اللغة الصينية الرسمية)، ابتداء من منتصف أغسطس الجاري.

وبحسب ما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية الثلاثاء (6 أغسطس الجاري) عن "تشاينا ديلي" فإن المعلمين الصينيين القادمين للسعودية أكملوا مؤخراً التدريب اللازم قبل توظيفهم في المملكة، وذلك بجامعة تيانجين.

وأكدت أن المعلمين الذين سوف يصلون إلى السعودية، يشكلون دفعة أولى من أصل 800 مدرس سوف توفدهم بكين إلى المملكة.

علاقات تزداد قوة

عند الحديث عن توجه السعودية لتعليم اللغة الصينية، لا بدّ من تسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين الرياض وبكين التي شهداً صعوداً كبيراً خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات.

بالنسبة للصين، واصلت خلال السنوات الأخيرة مد أذرعها والتوسع تجارياً واستثمارياً داخل السعودية، التي تشهد تحولاً اقتصادياً كبيراً، ورغبة في توطيد العلاقات مع بكين، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

كما تُعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 520 مليار دولار، بين عامي 2017 و2023.

يضاف إلى هذا، ازدياد الاستثمارات الصينية في السعودية، مع تركيزها على قطاعات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية والاتصالات والسياحة والترفيه.

والشراكة مع السعودية تمنح الصين المرونة في توفير السلع والخدمات الاستراتيجية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها بكفاءةٍ عالية.

كل تلك العوامل سبب شديد الأهمية يجعل من اللغة الصينية ضرورة لتكون حاضرة داخل المملكة، وهو ما أكده السفير الصيني في الرياض، تشانغ هوا، في مقال بصحيفة "الوطن" السعودية في 21 يوليو الماضي.

المقال الذي حمل عنوان "الاستمتاع بتواصل الصين والسعودية في المجال الإنساني والثقافي من خلال سيتي ووك"، قال فيه هوا، إنه "في السنوات الأخيرة، توسع التبادل والتعاون في مجال العلوم الإنسانية بين الصين والسعودية بشكل مستمر، وزادت التبادلات الشعبية بين البلدين تزايداً ملحوظاً".

وتابع: "شارك العديد من الطلاب السعوديين في أنشطة مختلفة لمعسكرات الصيف في الصين مؤخراً، وأثق بأن الشباب السعوديين سيلعبون دوراً متزايد الأهمية في تحقيق رؤية 2030، وفي مجال الثقافة".

أهمية دراسة اللغة الصينية

وتفاعل خبراء وأكاديميون سعوديون بشكل كبير مع تعلم الصينية؛ وأشادوا بالأبعاد الإقتصادية الهامة لهذه الخطوة، وهو ما يجعلهم يدفعون الشباب السعودي لتعلمها..

- الباحث في الثقافة والآداب الصينية علي شويمي المطرفي، يقول في تقرير نشرته صحيفة "عكاظ" يقول:

اللغة الصينية منتشرة على مستوى العالم وإدراجها لغة أجنبية رسمية ثانية في المناهج السعودية يعد نقلة نوعية في التعليم ويعزز قدرة أبناء وبنات المملكة في تعلمهم.

تخصيص حصتين للغة الصينية في المدارس الثانوية يساعد الطلاب والطالبات على معرفة هذه اللغة ومن ثم تعلمها.

إذا أردنا التواصل الثقافي مع الصين لابد أن نبدأ بمعرفة لغتهم.

السياح الصينيون القادمون إلى السعودية في ازدياد، ونحتاج إلى مرشدين سياحيين متخصصين نظراً لما نمتلكه من إرث حضاري وثقافي متنوع.

- د. هاني القحطاني، كتب في مقال بصحيفة "اليوم" عنوانه "كونفوشيوس في الرياض":

عندما قررت المملكة تدريس الصينية كلغة أساسية شأنها شأن الإنجليزية، فإن ذلك لم يأت من فراغ، بل أتى عن رؤية ثاقبة وتبصر وحكمة في قراءة المستقبل الجيوسياسي للمستقبل القريب، الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق.

التمكن من لغة قوم هو مفتاح فهم الثقافة وأصحابها والتعلم منها، فما بالك وهؤلاء القوم هم الصين.

- المستشار بوزارة التعليم عبدالوهاب خليل الدماك قال حول أهمية تعلم الصينية بحسب صحيفة "سبق":

إدراج اللغة الصينية كمقرر جاء رغبة من الأمير محمد بن سلمان في تأسيس أجيال من المواطنين يتقنون اللغة الصينية حتى يمكنهم من الاستفادة القصوى من الخبرات والمعارف الصينية في جميع المجالات المستقبلية.

يساعد ذلك على تعزيز التعاون والعلاقات الثقافية بين السعودية والصين.

يعمق التكامل بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين.

يعزز التنوع الثقافي للطلاب.

تنشئة جيل صاعد للمستقبل من الاقتصاديين والصناعيين لتحقيق الاستفادة القصوى من العلوم المتطورة التي تتميز بها الصين.

تلتحق المملكة بخمس سكان العالم الذين يتكلمون اللغة الصينية.

قدر المتعلمين على الخوض في واحدة من أضخم الثقافات القديمة وأكثرها عمقاً في التاريخ.

يمنح المتعلمين ميزة التنافس على الكثير من فرص العمل والشراكات الاقتصادية .

عوامل تميز "الصينية" عن بقية اللغات

اللغة الأكثر تداولاً في العالم

نحو 1.2 مليار شخص في العالم يتحدثون الصينية باعتبارها لغتهم الأم؛ ما يمثل واحداً من كل ستة أشخاص في العالم يتحدث الصينية.

عددٌ لا نهائي من الأحرف الصينية

إن أردت تعلم القراءة عليك أن تعرف من 2000 إلى 3000 حرف صيني على الأقل، أما الأشخاص المثقفون يتعلمون تقريباً نحو 8000 حرف.

لا فرق بين المفرد والجمع

اللغة الصينية تحتفظ بنفس شكل الأسماء أياً كانت مفرداً أو جمعاً.

نغمة الصوت تغيّر المعنى

اللغة الصينية لغة تعتمد على النغمات؛ وهذا يعني أن الكلمة الواحدة ممكن أن يتغيّر معناها وفقاً لطريقة النطق بها.

خالية من الأزمنة

عند التحدث في أزمنة الماضي أو الحاضر أو المستقبل، لا تتغيّر الأفعال.

اهتمام غربي باللغة الصينية

مع ازدياد أهمية وتأثير الاقتصاد الصيني عالمياً، وازدادت أهمية تعليم اللغة في المدارس في أمريكا وأصبحت موضوعاً متزايد الأهمية في الدراسة بين الشباب في العالم الغربي.