سعود الفوزان - الشرق
يذكرنا صاحبنا التكفيري في العصور المظلمة في قارة أوروبا من القرن الخامس الميلادي حتى القرن الحادي عشر، حيث كان مستوى التعليم والثقافة في غاية الانحطاط والتخلف، والأوربيون يعيشون في خرافات وأساطير الماضي المرعبة والشريرة، وبالتالي استغل الكهنة ورجال الدين الكاثوليك والبروتستانت هذا الفراغ، محاولة منهم ربط الدين بهم ومن يسيء إليهم فقد أساء للرب، ومصيره سوف يكون في غياهب المجهول.
مع الأسف أراد بعضهم أن يستفيد من تجارب هذه القرون البائدة، بداية بتكفير أبناء جلدته الذين يتقاسم رغيف الخبز معهم لمجرد أنهم خالفوه الرأي، أراد منها الوصول للشهرة أولا وربط تصرفات رجال الدين بالدين ثانيا تماما كما فعل كهنة القرون الوسطى في أوروبا، ولكنه فوجئ أنه يعيش في القرن الحادي والعشرين، وبدأت الأمة تصب جام غضبها على صاحبنا وضيقت الخناق عليه، حاول أن يتراجع أو يجد مخرجا كي يلوذ به حتى انتهاء العاصفة، ولكنه بدلا من أن يسلك طريق وشيم الكرام ويعلن اعتذاره، أخذ يكابر ويدعو بالعمى على من يخالفه، حيث لم يجد أمامه غير قرع باب العنصرية القبلية ربما يجد ملاذا من أعاصير العاصفة، مع العلم أن القبيلة بريئة وليست شريكة في ذنب ابنها.
صاحبنا التكفيري ليس غريبا علينا وهو أحد أبنائنا الذين تلقوا تعليمهم في مدارسنا ولن يكون الأول أو الأخير، لكنه أعطانا درسا خطيرا ينذر بكارثة من حيث لا يعلم، وأن هناك خطبا ما لا نعرف ماذا يكون، ربما يكون مرضا يسير في عروقنا وبدأت أعراضه في الظهور، لكن كيف لنا أن نعالج هذا الوباء؟ هل نكتفي بالمهدئات أو المضادات الحيوية أم نفضل الاستئصال كي نقطع دابره نهائيا وهذا خياري الأول، وبالتالي علينا بمحاكمة صاحب هذا المرض، وإذا لم نفعل فسوف يقضي هذا الوباء وصاحبه علينا عاجلا أم آجلا ولا نكتفي باعتذار الجاني، لأننا سوف نشاهد يوما ما من يكفر ويعتذر وتصبح أسطوانة يعاد تكرارها، ولكن أليس عاراً علينا أننا صبغنا بلدنا وأبناءنا وأمتنا بصبغة الإرهابي والتكفيري أمام العالم أجمع؟!!.