ثقافة » تربية وتعليم

قبل أي خط ساخن

في 2015/10/21

ميساء راشد غدير- البيان الاماراتية-

لا نفهم حقيقةً سر تكتم وزارة التربية والتعليم في بعض القضايا، وهو ما نلمسه مثلا في تأخر الإعلان عن نتائج التحقيق في حوادث ضرب بعض الطلاب، ولا نعرف لماذا تلجأ إلى بيانات صحافية لا ترتبط بشكل مباشر بحوادث الضرب، كنشر بيان لائحة السلوك المدرسي أو استحداث خط ساخن للطلبة للتواصل مباشرة مع الوزارة حول أية مستجدات قد تطرأ وتضر بالطلبة أو تعيق تقدمهم الدراسي!

التحقيق في حادثة ضرب طالب مسألة لا ينبغي أن تتجاوز بضع ساعات، ويفترض إعلان نتائج التحقيق والكشف عن الأسباب التي أدت إلى العنف في الصفوف، والأسباب الأخرى التي منعت بعض المعلمين من السيطرة على غضبهم والتعامل بشكل غير تربوي مع تجاوزات طلاب -إن وجدت - مهما كان مستوى التجاوز أو الخطأ، والوسائل التي ستمنع بها الوزارة وقوع هذه الحوادث مستقبلاً لطمأنة الطلاب قبل الأهالي.

انتشار مقاطع فيديو تصور ضرب طلاب مدارس أمر سيئ للغاية ويمس جهوداً كبيرة تبذلها الدولة في قطاع التعليم لتطويره ليكون تعليماً ذكياً ومبتكراً في حين أن أداء »بعض« العاملين فيه متخلف، والصمت عن مناقشة قضية بهذه الأهمية ليس فيه شي من الحكمة ولا يصب في صالح طلاب قد يتجاوز بعضهم ويقلل احترام معلميه فيلزم توجيهه، ولا تصب في صالح معلمين قد يقصرون وقد يتخلون عن مبادئ مهنتهم في لحظة غضب، والأكثر أنه ليس في صالح أسرة لن تدرك مواقع الخلل في تربيتها لأبنائها.

ما الفائدة المرجوة من »خط ساخن« أو »لوائح سلوك« تضعها وزارة التربية للطلبة طالما أنها لم تتخذ إجراءً ولم تعلن نتائج التحقيق في حوادث الضرب، ولماذا هذا الصمت، أم إن اللوائح الحالية لم تنص على عقوبات وإجراءات واضحة تتعلق بهذه الممارسات؟

نتمنى شفافية أكبر من وزارة التربية تعيد للميدان التعليمي اعتباره، وللمعلم هيبته، وللطالب هدوءه واتزانه.