ثقافة » تربية وتعليم

المناهج الدراسية

في 2015/10/30

وسمية المسلم- الانباء الكويتية-

تطوير المناهج أمر ضروري في الأهداف والمحتوى الدراسي وطرق التدريس والتقويم، لأن استمرار منهج دراسي معين لسنوات طويلة أمر غير منطقي، فنحن نعيش في عصر الانفجار المعرفي وعصر الانترنت والتغير في الوحدات السياسية في العالم، وبالتالي يجب ان تواكب المناهج الدراسية سرعة العصر ومفاهيمه، وكذلك ضرورة ملحّة اللحاق بالتقدم التكنولوجي.

وتقدم الأمم ونهضتها مرهون بتقدم التعليم، فكثير من الدول نهضت اقتصاديا وعسكريا من باب التعليم، وقد لعب التعليم دورا فعالا في دفع التنمية الشاملة، ففي عصرنا الحالي يحتاج الانسان لأن يكون عمليا منتجا مفكرا باحثا مخترعا مكتشفا متعاونا حتى نعد فردا قادرا على التكيف مع مستجدات العصر ويكون له مكانه في النظام العالمي الجديد، ويساير عصر الانترنت وثورة المعلومات والتواصل والانفتاح على العالم، لذا ينبغي على واضعي المنهج المدرسي ان يكونوا على صلة وثيقة بمجتمعهم ومؤسساته ومشكلاته واتجاهاته حتى يخرج المنهج الدراسي متكيفا مع حاجات المجتمع وظروفه.

ومن حيث المحتوى الدراسي يجب ان يكون مترابطا ويكون لكل مادة دراسية كتاب مقرر يضم بين جنبيه مجموعة من الحقائق والمفاهيم والمعرفة والنظريات والتي يجب ان ترافقها امثلة تطبيقية ووسائل تعليمية ونشاطات عملية بحيث تشبع حاجات الفرد الحياتية وان تكون المعلومات المعرفية والحقائق والمفاهيم العلمية متسلسلة ومناسبة للاعمار السنية والحاجات السيكولوجية، كذلك وضوح اسلوب الكتابة وسلاستها.

والموضوعات في مناهج التاريخ والجغرافيا والمجتمع يجب ان تعد بدقة وموضوعية وألا تكون المناهج مكتظة بالمعلومات ومزدحمة اكثر مما يتحمله المتعلم ويحتاجه مع الاهتمام بالجوانب العلمية والتكنولوجية وخاصة في مناهج الرياضيات والاحياء والفيزياء والكيمياء والاهتمام بعلم البرمجيات ومواكبة عصر ثورة المعلومات، فالمتعلم يجب أن يأخذ حظه في الجانب العلمي لأن العالم اصبح وحدة صغيرة لا مكان فيه للعزلة.

كما يجب الاهتمام بالأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية وغيرها، فالوظيفة الاساسية للتربية هي اعداد المواطن الصالح والاهتمام بتربيته تربية صحيحة بمعرفة تاريخ وحضارة وجغرافية بلده وتعزيز الروح الوطنية مع احترام ثقافة الآخرين والاهتمام بالعلاقات الانسانية واحترام المتعلمين مع بعضهم بميولهم ومشاعرهم، فالمحتويات التعليمية ومضامينها ينبغي النظر اليها كمواد بنائية في المجتمع وذلك لانها تستمد معناها من النظام الثقافي الشامل للمجتمع ومن فلسفته وايديولوجيته الاجتماعية.

الشباب هم الثروة البشرية الحقيقية وعلى سواعدهم تبنى وتنهض الاوطان ولدينا شباب واعد ومعطاء وهم عماد الوطن وطاقات كامنة وكفاءات عالية يجب استغلالها واستثمارها في بناء الوطن وتنميته بأفكارهم الرائدة ومهاراتهم العالية لتحقيق اهداف التنمية المنشودة لتضيء الشموع في طريقهم ومسارهم لبناء مستقبل حافل وزاهر.