د. عالية شعيب – الراي الكويتية-
الشباب هم وقود الحضارات. هم البذور التي تثمر وتزهر عطاء وإبداعاً وإنجازاً، وطاقة الشباب ليست هينة سواء كانت طاقة جسمانية تملك القوة والقدرة للتخطيط والإنجاز، أم طاقة عقلية يمكنها مواجهة التحديات واجتياز العراقيل بحكمة وحنكة.
لكن حين نأتي لشبابنا. سنجد أنهم طاقة معطلة بالخيبة والإحباط.. بالكسل والضياع.. والتشتت بين توافه الأمور، يهتمون بالشكليات والأمور السطحية على حساب الجوهر والمحتوى، نجد عدداً منهم يهتم بنفخ عضلاته وارتداء الماركات والسرقة والكذب والاحتيال بالمواقع على حساب تنمية عقله وذكائه، سنجده مغروراً لا يتقبل النقد، أنانياً لا يفكر إلا بنفسه، لايملك الثقة بالنفس للزواج من حبيبته التي يكلمها ويوهمها بالحب، ثم حين ينوي الزواج ويطلب من أمه أن تخطبها له «يا سلام على الرجولة».
لكن قبل أن نقسو كثيراً على شبابنا. تعالوا نفتش عن السبب.
-أين المناهج المدرسية اللائقة والمفيدة بتلقين هذا الشاب الفضائل والأخلاق؟، تعليمه ماذا يقول ويفعل ليحقق ذاته، وأين المناهج المدرسية التي تبني عقله ليكون مبدعاً مفكراً مخترعاً يسعى لتطوير وتغيير وإصلاح المجتمع.
-أين اهتمام الأهل ومتابعتهم لمواهبه وهواياته والتواصل والتحاور معه. وتشجيعه على رسم أهدافه بالحياة.
-أين المؤسسات التي تحتضن إبداعه ومشاريعه الصغيرة ورعايتها حتى تكبر وتنضج.
-أين النظم السياسية الصالحة والقدوة الجيدة والأمان الاقتصادي والإعلام النظيف؟، بل أين العدالة والديموقراطية وحريات التعبير التي ينشأ بينها ويحقق استقراره النفسي؟
كيف نطلب منه الإبداع وهو يعيش بشقة إيجار مع إخوته وأهله لعجز الدولة عن توفير سكن له، ومعاناتهم مع جامعة متهالكة بلا مواقف، أو ظلم وظيفي يسلبه حقه بالوظيفة التي يستحقها لأنه لا يملك واسطة.
إن فسد الشباب فتشوا عن فساد الأسرة والمجتمع، وقبل أن تلوموهم لوموا أنفسكم.